ثورة رسائل نصية شهدها المجتمع في السعودية خلال الشهر الماضي، عقب إطلاق شركة الاتصالات السعودية عرضاً ترويجياً بمجانية الرسائل النصية شهراً كاملاً وعدم حساب كلفتها على المرسل داخل شبكة stc، وهو ما حدا بكثير من عملاء الشركة إلى إرسال الأخبار والطرائف و«النكت» المجانية. وتعامل مستخدمو الهواتف الخلوية مع العرض التسويقي الذي انتهى أمس بمقدار عالٍ من الطرافة وسط حال تواصل عارمة بين العملاء من طريق الرسائل النصية، الذين تعاطوا مع العرض بهزلية فاقت التوقعات فتبادلوا آلاف الرسائل الهزلية. وجاء في إحدى الرسائل التي تعكس الآلية التي تعامل بها المستخدمون مع العرض: «أبشركم تعلمت كتابة الرسائل باليد اليسرى والآن أتعلم الكتابة بالرجل اليمنى»، وفي رسالة أخرى: «أبشركم جاني ولد، وهذه الرسالة لا تخصني إنما وصلتني من صديقي الذي وصلته من جاره الذي تلقاها من ابن خالته، وبعيداً عن التطويل مبروك لصاحب الولد». وفي رسالة أخرى تضمنت أيضاً تهكماً على كثافة الرسائل التي قام البعض بإرسالها، جاء فيها: «لقد فزت بمسابقة الأصبع الذهبي بمناسبة إرسالك ألف رسالة هذا الشهر، نهنئك على انتهاء العرض ونشكرك على رسائلك، ونتمنى أن تتفرغ لأسرتك في المرحلة المقبلة». ووصف الأستاذ المشارك في علم الاجتماع الدكتور منصور بن عسكر ل «الحياة» أمس الإقبال المجتمعي الكبير نحو التواصل وزيادة أواصر الألفة إلى محاولة التأكيد على أن العائق المادي والغلاء هما السبب وليس عدم الرغبة في التواصل مع المعارف والأقارب والأصدقاء، معتبراً ما فعلته شركة الاتصالات تصرفاً ذكياً لاستغلال حاجات المجتمع والقرب من الجمهور المستخدم للخدمة. وأضاف: «من جهة المستخدمين هناك شعور بالارتفاع السعري وبالتالي محاولة للتعبير عن ذلك باستغلال الخدمة بشكل مكثف أثناء مجانيتها، أيضاً تأكيد أن الناس تحسب لصرف القرش ألف حساب، ومن جانب مقدم الخدمة للتأكيد على رغبته في التواصل مع عملائه». واختتم قائلاً: «في النهاية كانت تجربة ثرية للطرفين شركة الاتصالات ومستخدمي الخدمة، وأعتقد بأن هناك نوعاً من التنافس بين شركات الاتصالات سيعود بالنفع على الجمهور الذي أثبت تفاعله الكبير مع العروض التسويقية». يذكر أن stc أعلنت أنها مررت خلال ال 72 ساعة الأولى من العرض أكثر من بليون رسالة مجانية بين عملائها، وهو ما جعل مراقبين يقدّرون عدد الرسائل الممررة خلال مدة العرض بأكثر من 10 بلايين رسالة.