أثبت المواطن السعودي بما لا يدع مجالاً للشك بأنه صاحب نكتة وصانعها كغيره من شعوب الدنيا، بل إنه مبدع في هذا الشأن، وبات ينافس الكثير من الشعوب في المنطقة العربية، التي كانت ولا تزال متربعة على أنها صاحبة النكتة والدم الخفيف، ولقد اتضح ذلك من كثرة رسائل النكات التي تلقيتها خلال الشهر الماضي بمناسبة العرض المغري والمميز الذي أطلقته الاتصالات السعودية لعملائها بإرسال الرسائل مجاناً لمدة شهر كامل. وعلى رغم طول إقامتي في وطني الثاني «المملكة العربية السعودية»، إلا أنني كنت أتحفظ كثيراً عند محاولتي قص نكتة إلى أحد الزملاء السعوديين، اعتقاداً مني بأنه ربما لا يفهم لهجتي المحلية التي دائماً نحكي بها النكات، ولكن اكتشفت من خلال الرسائل التي تصلني بشكل يومي أن الشعب السعودي يجيد تقريباً كل اللغات واللهجات العربية وحتى الآسيوية، بل إنه تفنن في إخراج النكتة السودانية والمصرية واليمنية والشامية والآسيوية، بدرجة عالية من الإبداع والتفنن. ومن خلال متابعتي لروح هذه النكات، التي انصب مجملها في القضايا الاجتماعية، اتضح لي ان الاتصالات السعودية منحت بهذا العرض الفريد عملاءها فرصة مميزة للتعبير عما يجيش في دواخلهم من روح الدعابة، واكتشاف مواهب مبدعة في سرد الفكاهة، ووفرت مادة مهمة وخصبة للدارسين والباحثين في الشؤون الاجتماعية، إضافة إلى تحقيق الهدف الأهم من انطلاق هذا العرض وهو تعزيز أواصر التواصل والإخوة بين العملاء من خلال توفير الرسائل للعملاء مجاناً لمدة شهر كامل، في مبادرة تعد الأولى من نوعها على مستوى شركات الاتصالات بالمملكة ودول المنطقة. بصراحة كنت لا أتوقع بأن يأتي يوم من الأيام تكون فيه المكالمات والرسائل مجاناً، وأن فواتير المكالمات التي كانت تستقطع حصة كبيرة في قائمة مصاريفي الشهرية تأتي هذه المرة «ببلاش»، ولكن هذا ما أثبتته الاتصالات السعودية قولاً وفعلاً بعرض المكالمات مجاناً لمدة شهر كامل، الذي اتبعته بعرض الرسائل مجاناً، لتأكد الشركة بذلك أنها الرائدة وصاحبة المبادرات والمفاجآت، بل هي السباقة دائماً في مقابلة ثقة وولاء العملاء بالوفاء والعطاء.وبما أن الشيء بالشيء يذكر، فلا بد لي أن أشيد بالخطوة السباقة التي اعتادت الاتصالات السعودية على تنفيذها سنوياً، التي تتمثل في التخفيضات التي تقدمها للجاليات المختلفة المقيمة في المملكة من دون استثناء بمناسبة أيامها الوطنية، التي كان آخرها ما قدمته لنا نحن أبناء الجالية السودانية بمناسبة الاحتفال بالذكرى 54 لاستقلال السودان، حتى يتسنى لنا التواصل مع الأهل والأقارب في السودان بهذه المناسبة السعيدة بأقل كلفة للمكالمات الدولية، وفي تقديري أن مثل هذه العروض المغرية تسهم بشكل كبير في تعزيز أواصر العلاقات الحميمية والأخوية المميزة التي تربط بين الشعبين والبلدين الشقيقين. الأمين العام لجمعية الصحافيين السودانيين بالسعودية