أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أنه بحث مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في تعزيز وتطوير التعاون بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية، وأبدى إعجابه بالتطور الكبير الذي تشهده المملكة في عهده، خصوصاً في المجالات الاقتصادية والتعليمية. وأوضح رئيس الوزراء التركي، خلال مؤتمر صحافي عقده مع الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو في جدة أمس، أن بلاده مستعدة للعب أي دور تطلبه سورية أو إسرائيل "في حال توافقت الرغبات لاستكمال محادثات السلام". وقال رداً على سؤال ل «الحياة» عن طلب وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك من وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو عقد مفاوضات مباشرة في تركيا مع سورية: «لم نوافق على الطلب، ولسنا صنّاع القرار في هذه القضية، فسورية وإسرائيل هما من يتخذان القرار، وقمنا بوساطة في الفترة الماضية، وأنجزنا خمس جولات من المفاوضات غير المباشرة، لكنها انقطعت إثر الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة، كما أن الرئيس السوري بشار الأسد لا يساند فكرة المفاوضات المباشرة، وهذا ما يتعارض مع الطلب الإسرائيلي». وعن الصراع الدائر في اليمن بين الحكومة والحوثيين، قال أردوغان انهم عرضوا وساطة على الحكومة اليمنية لكنهم لم يتلقوا أي رد. وعن نتائج المحادثات السعودية - التركية لإلغاء تأشيرات الدخول إلى تركيا لرجال الأعمال والديبلوماسيين، أكد أن هناك تطوراً لكن الاتفاق لم يبرم حتى الآن، مشيراً إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين وصل إلى 6 بلايين دولار، وأن الطموح معقود لزيادته إلى 10 بلايين في الأعوام المقبلة، وأن شركات تركية ستعمل في الفترة المقبلة على مشاريع للبنى التحتية في السعودية. وقال: «نحن والسعودية نشترك في عضوية مجموعة ال 20 لأكبر اقتصادات العالم، وأنا معجب بالإصلاحات والتنمية المتسارعة في المملكة في الأصعدة كافة بقيادة خادم الحرمين الشريفين». ونفى رئيس الوزراء التركي اتجاه بلاده إلى العمق الإسلامي والعربي بعد تعذر دخولها الاتحاد الأوروبي، وقال: «إن تركيا لن تتخلى عن مبادئها وعن أشقائها ولن يكون لتركيا انحراف جهة اليمين أو الشمال ولن تتخلى تركيا عن مبادئها وقيمها خلال محادثاتها المتواصلة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي كاتحاد سياسي واجتماعي واقتصادي وليس اتحاداً دينياً، ونحن نتخذ قرارنا على أساس المبادئ العادلة والمبادئ الإنسانية، فنحن ننتظر على أبواب الاتحاد الأوروبي منذ 50 سنة وانتظمنا في الاتحاد الجمركي الأوروبي منذ زمن، وننتظر قبول عضويتنا من الناحية السياسية». وأعرب أردوغان عن شكره للجنة المشرفة على جائزة الملك فيصل العالمية التي منحته جائزتها لخدمة الإسلام هذا العام، وقال: «إنني اعتز بهذه الجائزة من مؤسسة الملك فيصل العالمية، وأقدم الشكر للجنة التحكيم والقائمين عليها وكل الشخصيات التي قامت بترشيحي». من جانبه، قال الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي ل «الحياة» إن المنظمة "في مرحلة الإعداد لمؤتمر علماء المسلمين من المذاهب الإسلامية كافة في كابول، وننتظر تكليف الحكومة الأفغانية وبداية العملية السياسية الدستورية، أما الآن فالاتصالات معلقة لعدم وجود سلطة تنفيذية، وهدفنا جمع الأطراف الوطنية ذات الاتجاهات المتنوعة على كلمة سواء كما فعلنا مع العراق، ونرى أن «طالبان» باعتبارها قوة سياسية وطنية يجب أن تدخل العملية السياسية».