بور أو برنس - أ ف ب - راحت هايتية في السبعين من العمر تغني عندما كان عمال الإغاثة ينتشلونها من بين أنقاض كاتدرائية بور او برنس بعد أسبوع على الزلزال الذي دمر العاصمة الهايتية. لم يصدق عمال الإنقاذ ما شاهدوه وسمعوه فانهمرت دموعهم وتعانقوا،ووضعوا آنا زيزي المغطاة بالغبار على الحمالة لنقلها الى المستشفى. وقالت سارة ويلسون من منظمة «كريستشن ايد» البريطانية غير الحكومية: «انه امر لا يصدق لم يكن احد يصدق انها على قيد الحياة». وأضافت: «كانت تغني» عندما انتشلها عمال إنقاذ مكسيكيون الثلثاء، و «صفق الجميع وحيوها». وأمضت أنا زيزي أسبوعاً كاملاً تحت أنقاض الكاتدرائية التي دمرها الزلزال الثلثاء الماضي. وأوضحت جونز: «يبدو ان عمال الإنقاذ كانوا على اتصال معها وكانوا يمدونها بالمياه عبر انبوب». وقال نجلها ماكسيم جانفييه لمحطة «سي ان ان» التلفزيونية الأميركية: «لم أفقد الأمل» بإمكانية انتشالها حية من بين الأنقاض. وأضاف: « صلينا كثيراً من اجل ذلك» موضحاً انه ابلغ والده المقيم في ميامي (فلوريدا جنوب شرق الولاياتالمتحدة) بالنبأ السعيد. في باريس، أفادت إذاعة «فرانس انتر» امس، ان مسعفين فرنسيين انتشلوا رضيعة عمرها 23 يوماً حية تحت أنقاض منزل في مدينة جاكميل الواقعة على بعد 40 كلم جنوب شرق بور او برنس. وانتشلت الرضيعة واسمها اليزابيث من تحت الأنقاض بعد عملية استمرت خمس ساعات نفذتها ثلاث فرق إنقاذ فرنسية بحسب الموفد الخاص للإذاعة. وقال أحد أقارب الطفلة للإذاعة انها ولدت قبل 23 يوماً. والطفلة التي بدت في صحة جيدة نقلت الى مستشفى ميداني أقامه الأميركيون في جاكميل. كذلك نجح فريق من منظمة «مسعفون بلا حدود» الفرنسية غير الحكومية ورجال إطفاء هايتيون ومسعفون أميركيون في إخراج الشابة هوتلين لوزانا (25 سنة) من تحت أنقاض متجر كبير. واستمرت عملية الإنقاذ تسع ساعات أول من أمس. وقال تييري سيردان المسؤول عن منظمة «مسعفون بلا حدود» ان لوزانا كانت «في كامل وعيها وفي صحة جيدة»، على رغم انها بقيت تحت الأنقاض من دون شرب أو أكل لأسبوع. وأفادت الأممالمتحدة ان فرق الإغاثة الدولية أنقذت 121 شخصاً من تحت أنقاض مبانٍ انهارت من جراء الزلزال الذي ضرب هايتي في 12 الشهر الجاري. وأظهرت آخر حصيلة رسمية ان الزلزال الذي بلغت قوته 7 درجات أدى الى مقتل 75 ألف شخص وإصابة 250 ألفاً بجروح وتشريد 1.5 مليون شخص. ووصلت عمليات البحث عن ناجين الى مرحلتها النهائية في بور او برنس حيث انتشرت القوات الأميركية للمساعدة في نقل المساعدات الإنسانية، في حين ازداد توتر السكان في العاصمة الهايتية المدمرة. وأعلن الجنرال دانيال الي معاون المسؤول عن العملية الأميركية في هايتي ان مرحلة البحث عن ناجين على وشك الانتهاء. ودفع اليأس عدداً من الناجين الى السرقة على مرأى من عناصر الشرطة. وقال أحد السكان: «عندما تكون جائعاً ومعدماً ولا أحد يساعدك لا يبقى أمامك من خيار سوى السرقة». والتوتر على أشده في شوارع بور او برنس. فبعد ظهر الثلثاء قتلت شابة برصاص الشرطة التي كانت تحاول تفريق لصوص. وأفاد أفراد في أسرتها ان الشرطة تعمدت إطلاق النار عليها، لكن شهوداً أكدوا أن الشرطة أطلقت أعيرة تحذيرية في الهواء وأن إحداها ربما أصاب الشابة. وعلى صعيد المساعدات، أقر مجلس الأمن طلب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إرسال 3500 عنصر إضافي من «القبعات الزرق» الى هايتي تعزيزاً لبعثتها في البلاد. وبذلك يصبح عدد جنود قوة الأممالمتحدة في هايتي 12500 عنصر. وينشر الجيش الأميركي «حوالى 11 ألف جندي اميركي لدعم العمليات الجارية في هايتي وقبالة السواحل على سفن تابعة للبحرية وخفر السواحل» بحسب رئاسة الأركان. وعمل الجيش الأميركي على فتح مدرج جديد على بعد حوالى أربعين كلم جنوب شرق بور او برنس لتخفيف الضغط عن مطار العاصمة. وأنزل مئات من جنود المارينز جنوب غرب بور او برنس للمساعدة في نقل وتوزيع المساعدة الإنسانية الدولية. كما وصل 2200 من عناصر المارينز الأميركيين على متن سفينة الإنزال «باتان». وانتشر 130 من جنود المارينز في مدينة ليوغان (30 كلم غرب بور او برنس) الواقعة على مركز الهزة والتي دمرت بشكل شبه تام بحسب الأممالمتحدة. كما نشرت هذه القوات مروحيات وعبارات. ويتوقع نشر اكثر من مئة آلية وشبكتين لتطهير المياه وتسع شاحنات صهريج لنقل المياه وست لنقل الوقود و20 خيمة وكميات من الأدوية. وفي بور او برنس تعمل ثمانية مستشفيات نصفها ميدانية، وسفينة «كومفورت» المستشفى الأميركية المجهزة بألف سرير لمعالجة المصابين. وقالت الناطقة باسم برنامج الغذاء العالمي اميليا كاسيلا على رغم البداية الصعبة في توزيع المساعدات بسبب مشاكل لوجستية «هناك تقدم خصوصاً في تقديم المساعدات العاجلة». وتتوقع الولاياتالمتحدة ان يقدم 100 الى 200 الف هايتي طلبات لجوء موقت، وهي إمكانية منحتها واشنطن لكل الذين كانوا على اراضيها بشكل غير مشروع لدى وقوع الزلزال. من جهة اخرى، توجهت وزيرة الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون الى واشنطن ونيويورك حيث تبحث مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون وبان كي مون في المساعدة لهايتي كما أعلن الناطق باسمها.