تلتقي نيجيريا مع موزمبيق ومصر مع بنين اليوم (الأربعاء) في ختام الدور التمهيدي لمباريات المجموعة الثالثة بكأس الأمم الأفريقية ال 27 لكرة القدم المقامة بأنغولا حتى 31 الجاري، وحسمت مصر تأهلها باكراً لربع النهائي بعدما تصدرت المجموعة برصيد 6 نقاط إثر فوزها على نيجيريا 3-1 وموزمبيق 2-صفر في حين تتأرجح البطاقة الثانية بين المنتخبات الثلاثة إذ إن الفرصة قائمة لكل منهم لمرافقة مصر. وتأتي نيجيريا في المركز الثاني برصيد 3 نقاط بفوزها على بنين 1-صفر، وتليها بنين ثم موزمبيق ولكل منهما نقطة واحدة حصيلة تعادلهما في بداية المشوار، وتعني خسارة نيجيريا اليوم خروجها إذ سترفع موزمبيق رصيدها إلى 4 نقاط وتتأهل شريطة خسارة أو تعادل بنين مع مصر . وسيكون ملعب ألتو دا شيلا بمدينة لوبانغو مسرحاً لمواجهة « النسور» النيجيرية مع «أفاعي» موزمبيق. وتسعى نيجيريا إلى تفادي لعبة الحسابات الشائكة وتحقيق الفوز لبلوغ ربع النهائي، ولا سيما بعد أن تعرض المدير الفني لنيجيريا شايبو امودو لضربة موجعة بتعرض قائد الفريق جوزيف يوبو لإصابة قوية، وهو ما سيجبره على استكمال البطولة من دون احد أبرز العناصر الأساسية. وأجرى يوبو أشعة على موضع الإصابة بعد خروجه من المباراة التي تغلب فيها منتخب بلاده على نظيره بنين بهدف نظيف في الجولة السابقة. وقال امودو: «لقد طلبنا من الأطباء إجراء أشعة على موضع الإصابة ، لتحديد مدى خطورتها». ولم يقدم المنتخب النيجيري في المباراتين السابقتين أمام مصر وبنين ما يرقى لمستواه الحقيقي بصفته أحد المنتخبات صاحبة التاريخ الكبير في القارة الأفريقية وأحد ممثليها في كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا فاستحق الهزيمة الكبيرة أمام مصر، ثم انتفض ولكنه حقق فوزاً هزيلاً على بنين بهدف من ركلة جزاء. ولا يشهد المعسكر النيجيري استقراراً إدارياً، وهو ما انعكس بالسلب على أداء اللاعبين، إذ تفيد التقارير بأن هناك حالة من الاستياء لدى بعض اللاعبين بسبب انحياز المدير الفني شايبو أمادو تجاه بعض اللاعبين على حساب آخرين. وسارع مهاجم إيفرتون الإنكليزي ياكوبو إيوغبيني تبرير فشله في هجوم النسور بأن الفريق يفتقد اللاعب المبتكر النشيط في وسط الملعب. وقال إيوغبيني: «عندما يكون لديك أربعة أو خمسة لاعبي خط وسط مدافعين لا يستطيعون إمداد المهاجمين بالكرات، ماذا تفعل؟ ليس لدينا أوكوشا أو صنداي أوليسيه». وأضاف: «نعاني في معظم مبارياتنا لأننا لا نمتلك لاعب خط الوسط المبتكر وهو ما لا يحدث ، على سبيل المثال، في النادي الذي ألعب له حيث يوجد اللاعبون القادرون على خلق الفرص لمهاجمينا». ومع غياب جون أوتاكا عن صفوف المنتخب النيجيري، يتضح أن الفريق يفتقد بالفعل صانع اللعب، ولا سيما مع غياب مهاجم فولفسبورغ الألماني أوبافيمي مارتينز بداعي الإصابة، علماً بأنه يعاني من بعض المشكلات خارج الملعب ومنها قضيته مع وكيله السابق. ويمتلك المنتخب النيجيري تفوقاً كبيراً على منافسه الموزمبيقي من الناحية النظرية، ولكنه يحتاج إلى التعامل بحذر مع هذه المباراة لأن أي مفاجأة قد تطيح بآمال «النسور» في بلوغ دور ربع النهائي. من جهته، يأمل المنتخب الموزامبيقي تفجير مفاجأة من العيار الثقيل وإزاحة نيجيريا من طريقه والتأهل للدور التالي. واعترف المدير الفني للمنتخب الموزمبيقي الهولندي مارت لوينغ بأنه على دراية كاملة بأنه سيواجه خصماً عنيداً وقوياً في مباراة اليوم لا يقل عن منافسه في اللقاء السابق المنتخب المصري، مشيراً إلى أن الإمكانات لم تساعده على تحقيق حلمه بتفجير مفاجأة والفوز على «الفراعنة « ولكنه سيحاول أمام « النسور». وأضاف أنه جاء إلى أنغولا ليثبت أن موزمبيق دولة تلعب كرة قدم وبها لاعبون على أعلى مستوى لكن الإمكانات لديه محدودة لا ترقى للدخول في دائرة المنافسة مع الكبار، ومن ثم فإنه يسعى إلى ترك انطباع جيد عن الكرة الموزمبيقية. وأشار لوينغ إلى أن مباراة اليوم أمام نيجيريا ستكون حياة أو موت لا بديل فيها عن الفوز وانتزاع نقاطها الثلاث لضمان التأهل مع المنتخب المصري إلى الدور الثاني، ولا سيما أنه يعرف كل صغيرة وكبيرة عن المنتخب النيجيري، إذ إنه سبق أن واجهه في التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى كأس العالم بجنوب أفريقيا 2010 مرتين متتاليتين. وأظهر المنتخب الموزمبيقي المصنف 72 على العالم خلال التصفيات المؤهلة للبطولة أنه ليس فريقاً ضعيفاً وأن بإمكانه تفجير المفاجآت مثلما فعل في التصفيات عندما تعادل مع المنتخب النيجيري ثم أهداه بطولة التأهل لنهائيات كأس العالم بالفوز على المنتخب التونسي في الجولة الأخيرة من التصفيات. ولا يوجد بين صفوف منتخب «الأفاعي» نجوم كبار بحجم الذين تضمهم منتخبات مجموعت، لكنه يعتمد بشكل كبير على خبرة مهاجمه مانويل بوكاني «تيكو تيكو» والذي يسانده من خط الوسط الموهوب إلياس بيليمبي ويضاعف من الإمكانات العالية لخط وود لاعب باناثينايكوس اليوناني سيماو ماتي. وعلى ملعب السيد داجراشا بمدينة بنغيلا يسعى حامل اللقب مصر عندما يلتقي بنين إلى استمرار تحقيق الانتصارات وإنذار منافسيه بأنه قادم بقوة لإنجاز تاريخي والتتويج بالكأس السابعة في تاريخه والثالثة على التوالي. وقد تشهد صفوف «الفراعنة» تغييرات في لقاء اليوم الذي يخوضه المصريون بارتياح وهدوء كبير بعدما حجزوا بطاقة التأهل الأولى عن المجموعة لربع النهائي. وقد يمنح المدير الفني حسن شحاتة الفرصة لعدد من البدلاء وإراحة عدد من العناصر الأساسية، وغاب المهاجم محمد زيدان والمدافع هاني سعيد عن تدريبات أول من أمس. وأوضح المدرب العام حمادة صدقي أن زيدان غاب لإصابته بالبرد فيما تعرض هاني سعيد لكدمة في الركبة استلزمت حصوله على راحة. ومن المنتظر أن يكون الجهاز الفني بقيادة حسن شحاتة قد اجتمع مع اللاعبين أمس الثلثاء لمشاهدة مباريات بنين السابقة ثم إعلان اللاعبين الذين سيخوضون المباراة . من جانبه، أكد شحاتة أنه لا يعنيه من سيواجه في الدور التالي والذي ضمن الصعود إليه وأن ما كان يشغله هو تصدر المجموعة حتى لا يغادر «الفراعنة» مدينة بنغيلا مقر إقامتهم الحالية والتي تعود اللاعبون عليها وعلى أرض ملعبها وقد تحقق ذلك بالفعل بالفوز الثاني على موزمبيق. وفي المقابل، يسعى المنتخب البنيني إلى الفوز على نظيره المصري على أمل تعثر نيجيريا أمام موزمبيق واللجوء إلى فارق الأهداف ويعتمد منتخب «السناجب» على جهود أوموتويسي وستيفان سيسيسنيون ومحمد آودو، كما يسعى منتخب بنين إلى التخلص من الذكريات السيئة التي مر بها في البطولة الماضية عام 2008 بغانا عندما خسر جميع المباريات الثلاث التي خاضها في الدور الأول. وتشهد البطولة الحالية المشاركة الثالثة لبنين في نهائيات كأس أفريقيا ويسعى الفريق المصنف 59 عالمياً أن يظهر في النهائيات بالمستوى نفسه الذي كان عليه عندما تغلب على نظيره الغاني في التصفيات المؤهلة للبطولة الحالية. ويعتمد المدير الفني الفرنسي ميشيل دوساييه بشكل كبير على مجموعة من اللاعبين الشبان وعلى الأداء الجماعي أكثر من المهارات الفردي. ويبرز مهاجم ميتز الفرنسي رزاق أوموتويوسي والذي سجل 14 هدفاً في 28 مباراة دولية خاضها حتى الآن، وينتمي هذا اللاعب لأصول نيجيرية إذ ولد هناك ونشأ في نيجيريا وبدأ مسيرته الكروية فيها قبل أن يرحل عنها بسبب إيقاف، ويتألق إلى جواره كل من لاعب باريس سان جيرمان الفرنسي ستيفان سيسيغنون والمهاجم الشاب محمد أوودو 20 عاماً.