رفع رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان، صادق العزاء والمواساة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، وولي ولي العهد النائب الثاني وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، وللشعب السعودي في وفاة الأمير سعود الفيصل رحمه الله. وعن علاقته الشخصية بالأمير الراحل قال: «سعدت وتشرفت بعلاقة شخصية وصداقة امتدت أعواماً طويلة مع الأمير الراحل، تعلمت منه الكثير من الدروس والمواقف والتجارب، فهو جامعة في العلم والرؤية والإدراك والروية والحنكة وسداد القول، وهذه التجربة التي حظيت بها تمثل لي رصيداً شخصياً أعتقد أنه من مكاسبي في هذه الحياة». وأضاف الأمير سلطان بن سلمان: «عملت عن قرب مع الأمير الراحل من خلال مهماتي المتعددة في الدولة، وفي أمور ذات اهتمامات مشتركة أخرى، وكان ذلك بالنسبة لي نبراساً وأنموذجاً إدارياً متفرداً، ووجدت فيه الرجل الواقعي والمنهجي والمركز على العمل، ووجدت فيه تجرده عن المصالح أو المطامع الشخصية أو التوجهات الذاتية في أي عمل يقوم به، كما وجدت فيه الصديق والرفيق، وأحمد الله أن يسر لي أن عشت أعواماً طويلة بالقرب منه، واقتربت من حياته الخاصة في داخل المملكة وخارجها، ووجدت أنه وحتى في هذه الأوقات كان الوطن همه الأول، وكان الاعتزاز بالوطن ومصالحه العليا هي شغله وهمه الأساس في أي مكان يرتحل إليه، بل وحتى وهو على فراش المرض في مراحل سابقة». وتابع رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني: «وإن كنا اليوم نعزي أنفسنا جميعاً ونشعر بهذه الغصة لفقد الرجل والصديق، فنحمد الله الكريم أن اختاره في هذه العشر الأواخر المباركة وهو مطمئن في بيته وبين أهله وبصحة جيدة، إذ قضى ليلته الأخيرة بين أهله وأصدقائه وكان مبتهجاً ومرتاحاً ومسروراً، وتوفي وهو على سريره من دون معاناة، فقد تحمل طوال حياته الكثير من العناء والتعب ما أثر في صحته وأرهق جسده، وكنت أراه وهو يخفي وجعه وتعبه ويتحمل آلامه ويضغط على نفسه ليل نهار لمواصلة خدمته لوطنه ومتابعة القضايا والملفات المعقدة والحرجة في كثير من الأوقات، وكان يتعامل معها بمنتهى الدقة، فبحكمته ورؤيته استطاع أن يدافع وينافح عن قضايا وطنه وأمته العربية والإسلامية في مختلف المحافل والمناسبات الدولية». وابتهل الأمير سلطان بن سلمان إلى الله عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يجزيه خير الجزاء عن كل ما قدمه لخدمة دينه ومليكه ووطنه، وأن يجمعنا به في جنات النعيم. «الوزاري الخليجي»: الفقيد بذل جهداً في تأسيس «مجلس التعاون» رفع المجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية تعازيه إلى القيادة والشعب السعودي في وفاة الأمير سعود الفيصل يرحمه الله. وقال في بيان له أمس: «إن المجلس الوزاري وهو يكابد هذا المصاب الجلل ليستذكر بكل التقدير والامتنان الدور التاريخي المميز للفقيد كوزير للخارجية بالمملكة لأكثر من 40 عاماً، والجهود المخلصة التي بذلها عضواً بالمجلس الوزاري لمجلس التعاون بحكمته المعهودة ورؤيته الثاقبة في وضع اللبنات الأولى لتأسيس مجلس التعاون ودفع مسيرته وتعزيز إنجازاته، والدفاع عن مواقفه ومصالحه في مختلف المحافل الإقليمية والدولية». وعبر المجلس الوزاري عن اعتزازه بالإرث التاريخي الذي خلفه الفقيد في عالم السياسة والدبلوماسية الدولية التي كان في ميادينها فارساً شجاعاً وعلماً بارزاً وقائداً حكيماً، معبراً عن هموم أمته ومدافعاً عن قضاياها بكل صلابة وجسارة ووضوح، مستذكراً في هذا الموقف العصيب مناقبه وخصاله الحميدة، وما تمتع به من دماثة الأخلاق ورحابة الصدر وطيب السجايا، ما أكسبه ثقة وتقدير واحترام قادة وزعماء العالم، مؤكداً بأن ذكراه العطرة ستظل نبراساً يضيء درب محبيه من أبناء مجلس التعاون والأمة العربية والاسلامية.