قبل رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي اليوم (الجمعة) دعوة من نظيره الباكستاني نواز شريف لزيارة إسلام آباد العام المقبل، للمشاركة في قمة اقليمية، وهي ستكون زيارته الأولى الى باكستان، الخصم التاريخي للهند. والتقى مودي وشريف الجمعة على مدى ساعة في اوفا بروسيا على هامش قمة دول البريكس. وفيما حذر محللون من ان عراقيل كبرى عدة لا تزال تعترض احراز تقدم كبير في العلاقات بين البلدين، جاء في بيان مشترك ان شريف ومودي أقرّا ب "المسؤولية الجماعية في ضمان السلام وتطوير التنمية". وجاء في البيان المشترك ان "رئيس الوزراء نواز شريف جدد دعوته الى رئيس الوزراء مودي لزيارة باكستان من اجل المشاركة في قمة لبلدان جنوب آسيا في 2016. وقبل رئيس الوزراء هذه الدعوة". وأعلن مودي وشريف أيضاً أن مستشاريهما للأمن القومي سيلتقون في نيودلهي لمناقشة موضوع "الارهاب" لكنهما لم يحددا موعداً. وكان رئيس الوزراء الباكستاني حضر في أيار (مايو) 2014 في نيودلهي حفل أداء اليمين لنظيره الهندي ناريندرا مودي الذي أعرب آنذاك عن رغبته في استئناف العلاقات بين القوتين النوويتين المتنافستين المختلفتين على أمور كثيرة، منها تقاسم منطقة كشمير في هيمالايا. لكن البلدين يواجهان منذ ذلك الحين صعوبة في إجراء حوار مثمر، لأن الهند أعربت عن غضبها الشديد لتأخر الإجراء القضائي الذي يستهدف زكي الرحمن الاخوي، المدبر المفترض لاعتداءات مومباي في 2008 والذي افرج عنه بكفالة في نيسان (أبريل) في باكستان. وأوضح البيان المشترك أن مسؤولين أمنيين من البلدين سيلتقون أيضاً لمناقشة مسائل حدودية. وإضافة الى موضوع كشمير، يختلف البلدان على دورهما في افغانستان، فإسلام اباد تنظر باستياء الى النفوذ المتزايد للهند في ما تعتبره منطقة نفوذها الاستراتيجية، فيما تتهم باكستانالهند أيضاً بدعم المتمردين الانفصاليين في اقليمها بالوشستان (جنوب غربي البلاد). وتتهم نيودلهي اسلام آباد أيضاً بدعم هجمات يشنها متشددون على اراضيها، وما زال أبرزها هجوم مومباي (166 قتيلاً) في 2008. وأشار مصدر أمني باكستاني الى ان "مجالات سوء فهم خطيرة تباعد بين البلدين، وسيكون ضرورياً بذل جهود صادقة لكسر الجليد، ولا تكفي زيارة واحدة لذلك"، موضحاً ان الهند تعارض ايضاً "الممر الاقتصادي" الذي ترغب الصين في إقامته مع باكستان. من جهته، قال المحلل كي.جي. سوريش من معهد فيفيكانندا الدولي في نيودلهي انه "تم كسر الجليد. إنها خطوة جيدة. لقد أثبتت الهند على الدوام وخصوصاً هذه الحكومة من يوم توليها مهماتها أنها تريد علاقات حسن جوار جيدة" مع باكستان. وأضاف: "لكن يجب ألا نتوقع الكثير، لأن أي تقدم في العلاقات بين الهندوباكستان سيكون بطيئاً". وخاضت الهندوباكستان اللتان نالتا الاستقلال العام 1947، ثلاث حروب منذ ذلك الحين، وخصوصاً للسيطرة على كشمير.