هو الحكم الرابع بإعدام وزير الدفاع العراقي السابق علي حسن المجيد أصدرته محكمة الجنايات العليا في العراق أمس، بعدما دانته بقصف بلدة حلبجة الكردية بالاسلحة الكيماوية، معتبرة ذلك «جريمة ضد الإنسانية». إلى ذلك، نقل نائب رئيس مجلس الوزراء العراقي السابق طارق عزيز إلى المستشفى، بعد إصابته بجلطة، لم يقل محاميه إذا كانت في القلب أو في الدماغ. وعم الفرح المدن والقرى الكردية أمس، بعد إدانة المجيد بقصف حلبجة بالأسلحة الكيماوية، وقال رئيس المحكمة مصطفى الحمامي لدى النطق بالحكم: «حكمت المحكمة بإعدامه شنقاً حتى الموت لارتكابه جريمة القتل العمد كجريمة ضد الانسانية». وردد المجيد، الذي يرتدي اللباس العربي وبدا متماسكاً، بصوت واضح «الحمد لله، الحمد لله». وبادر بعض الحضور وبينهم مسؤولون في حكومة اقليم كردستان، الى التصفيق فور النطق بالحكم. ودانت المحكمة المجيد ب «ارتكاب جريمتي النقل والاخفاء القسري لمدنيين». يشار الى انها المرة الرابعة التي تحكم فيها المحكمة على المجيد بالاعدام. في المرة الاولى دين بقضية «حملات الانفال». وفي الثانية بقضية قمع «انتفاضة الشيعة». والثالثة في «احداث صلاة الجمعة» التي اعقبت اغتيال الامام محمد صادق الصدر والد مقتدى الصدر عام 1999. كما اصدرت المحكمة أمس احكاماً بالسجن من عشرة الى 15 عاماً بحق كل من وزير الدفاع السابق سلطان هاشم الطائي ورئيس الإستخبارات العسكرية آنذاك صابر الدوري، وفرحان مطلك الجبوري. وذاع صيت المجيد الملقب كذلك ب «جزار كردستان» بسبب قوة بطشه واسلوبه العنيف في قمع حركات التمرد والعصيان. وتشير تقديرات كردية مستقلة الى مقتل اربعة الى سبعة آلاف شخص معظمهم من النساء والاطفال في قصف حلبجة بمختلف انواع الاسلحة الكيماوية مثل غاز الخردل والسارين وخليط آخر يشل الاعصاب. على صعيد آخر، أصيب طارق عزيز بجلطة نقل على اثرها الى مستشفى أميركي في قاعدة عسكرية شمال بغداد، حيث يرقد الآن، على ما قال محاميه بديع عارف الذي أوضح انه «اصيب بجلطة الجمعة نقل اثرها الى مستشفى في قاعدة اميركية». وأكد ان «حاله الصحية حرجة ووضعه غير جيد»، رافضاً القول اذا كانت الجلطة في القلب او في الدماغ. وأضاف سيقرر الاطباء اليوم (امس) إما ان يبقى في المستشفى او يعود الى «كروبر» حيث يعتقل.