رفض عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» محمد دحلان التقدم بطلب الى حكومة «حماس» لزيارة مسقط رأسه في مخيم خان يونس جنوب قطاع غزة للمشاركة في تشييع جثمان والدته سرّية التي توفيت أمس. وقال الناطق باسم حركة «فتح» في الضفة الغربية أحمد عساف إن دحلان يرفض أن يتقدم بطلب الى حكومة «حماس» أولاً لأنه نائب منتخب ومواطن غزي ولا يحتاج الى تقديم طلبات لزياته بلده، وثانياً لأنه لا يعترف بشرعية حكومة «حماس» التي جاءت عبر الانقلاب. وكانت «حماس» أعلنت انها لن تعترض زيارة النائب دحلان لغزة للمشاركة في تشييع جنازة والدته، لكن عساف قال إن «فتح لا تثق بحركة حماس لأنها حركة باطنية»، مضيفاً: «سبق ومنحت عدداً من أبناء فتح الأمان، لكنها قامت باغتيالهم». وبدأ دحلان أمس باستقبال المعزين بوفاة والدته في رام الله، فيما ذهبت زوجته جليلة وشقيقه جميل الى غزة. وفي غزة، قالت مصادر مقربة من دحلان وأخرى من عائلته ل «الحياة» إنه «رفض» زيارة القطاع والمشاركة في تشييع جثمان والدته التي وافتها المنية أمس عن عمر يناهز الخامسة والثمانين، بعدما أعلن الناطق باسم وزارة الداخلية في الحكومة المقالة ايهاب الغصين أنه سيتم النظر بايجابية في طلب دحلان. وأضافت أن «دحلان رفض التقدم بمثل هذا الطلب، وشدد على أنه لن يعطي الفرصة لحماس كي تقرر إن كانت ستسمح له بزيارة القطاع». وأشارت الى أن «دحلان نائب منتخب عن دائرة خان يونس، وتحق له زيارة دائرته متى شاء وكيفما شاء». ولفتت الى أن آلاف المواطنين شاركوا في تشييع جثمان والدته بعد أداء الصلاة عليه عصر أمس في أحد مساجد المدينة. وكانت وزارة الداخلية أعلنت في تصريح وصل الى «الحياة» إنه «بناء على طلب رسمي سُمح للأخ محمد دحلان بالدخول الى قطاع غزة لأسباب انسانية». وأضافت أن «هذا تأكيد على مسؤولية الحكومة (المقالة) وقيمها الأخلاقية والوطنية». ولم توضح إن كان دحلان شخصياً أو أحد من عائلته أو جهة اخرى هي التي تقدمت بطلب رسمي للسماح له بدخول القطاع الذي لم يزره منذ سيطرت «حماس» على القطاع. وأيدت «حماس» قرار الحكومة المقالة في هذا الشأن، وقال القيادي في الحركة الدكتور صلاح البردويل في تصريح مقتضب أرسل الى «الحياة» أن الحركة مع قرار الحكومة «السماح لأي مواطن فلسطيني بزيارة غزة لأسباب إنسانية ضمن الضوابط الأمنية التي تراها الحكومة، والضوابط الزمانية والمكانية للزيارة». وأضاف أن «حماس تنعى الحاجة سرية دحلان، سائلة المولى أن يتغمدها برحمته». ولم تقدم «حماس» التعازي لدحلان كما فعلت قوى وفصائل وشخصيات فلسطينية. وقالت «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين» في أعقاب الاعلان عن وفاة والدة دحلان إنها «تُجري اتصالات مع حماس من أجل دخول دحلان الى غزة لدفن والدته وتلقي العزاء في وفاتها». والتزمت السلطة الفلسطينية وحركة «فتح» ودحلان الصمت إزاء المسألة برمتها، قبل أن يصدر مكتبه الاعلامي تصريحاً مقتضباً قال فيه إن «دحلان سيستقبل المعزين بوفاة والدته (أمس) واليوم من الساعة الخامسة مساءً وحتى الساعة التاسعة مساءً في قاعة سليم أفندي في بلدة البيرة». يذكر أن والدة دحلان توفيت بعد صراع مع مرض الفشل الكلوي الذي خضعت لعلاج له لأشهر في أحد مستشفيات مدينة رام الله، وعادت الى خان يونس قبل عشرة أيام فقط.