يكمل المراسل المسن في وزارة الصحة علي اليامي يوبيله الذهبي العام الحالي، لكن ذاكرته ما زالت قوية وتحتفظ بتفاصيل دقيقة عن 18 وزيراً للصحة عمل معهم طوال خمسة عقود مضت. وفي حين يفصل بين تاريخ التحاق علي اليامي بوزارة الصحة في العام 1384ه (1965) وحديثه ل«الحياة» الأسبوع الماضي 50 عاماً، تعاقب خلالها 18 وزيراً وعشرات الإداريين في الوزارة، إلا أن وظيفة اليامي أو أبوخالد، كما يناديه الجميع بقيت ثابتة، مراسل في مكتب وزير. وهي وظيفة لم تمنعه من اكتساب خبرة مهمة عن أداء وزارة الصحة، لا يملك من يستمع إليه سوى الإنصات لها، «وزارة الصحة كبيرة وتحتاج سعة صدر وتأني ودراسة طويلة قبل أن يقدر الوزير اتخاذ القرار الصحيح»، بهذه العبارة يختصر أبوخالد وصفة علاج وزارة الصحة. ويبدو أن تمرس أبوخالد في العمل مع الوزراء أكسبه مهارات ديبلوماسية، كتلك التي يتقنها المتخصصون في المراسم والبروتوكولات، فهو قليل الكلام، ودائم الابتسامة، ويرفض إعطاء رأي في أي من الوزراء السابقين الذين عمل معهم، أو إعطاء رأي أداء وزارة الصحة في أية فترة سابقة، حتى عن الفترة التي أجمع السعوديون على تميز وزارة الصحة في عهدة الوزير الراحل الدكتور غازي القصيبي، والتي بدأت في غرة محرم من العام 1403 (1983)، وانتهت في 17 من شهر رجب من العام، 1404ه (1984). غير أن هذا التحفظ الشديد من أبي خالد لم يمنعه من التعبير عن تفائله بنجاح وزير الصحة الحالي المهندس خالد الفالح في مهمته. وعلى رغم كونه مراسلاً إلا أن أبا خالد لا يعرف أن يعمل في الظل، فضلاً عن كونه موظفاً نشيطاً، ومسناً وقوراً، فالوزراء وموظفو ديوان الوزارة يعرفونه جيداً ويحبونه، لذا فإنه حاضر في أحاديثهم. حتى أن وزير الصحة خالد الفالح تحدث عنه في أول تصريح نقلته عنه صحف سعودية خلال يوم عمله الأول في الوزارة، وقال عنه: «من بين الموظفين الذين سعدت بالتعرف عليهم الأخ علي اليامي، أبي خالد، والذي عمل نحو 50 عاماً في ديوان الوزارة، وعاصر غالبية الوزارء». التغييرات التي عاصرها اليامي لا تقتصر على الأشخاص والمباني، فهو عاصر ثقافة ونمط حياة واقتصاد جيل، تختلف كل تفاصيله عن عن الجيل الحالي. جيل كان فيه مرتب علي اليامي 14 ريالاً ووزير الصحة نحو 145 ريالاً. ويقول أبو خالد إن حياته العملية في الوزارة بدأت مع الوزير الدكتور حسن نصيف 1380-1381ه، وهو ثالث وزير في تاريخ وزارة الصحة، بعد الأمير عبدالله الفيصل 1370- 1373ه، والدكتور رشاد فرعون 1373 – 1380. وتعاقب على وزارة الصحة طوال تاريخها 20 وزيراً، وهم من بعد الوزير نصيف، بحسب ترتيبهم في المدخل الرئيس لمبنى وزارة الصحة، كما يلي: الدكتور حامد الهرساني: 1381-1382ه، الدكتور يوسف الهاجري: 1382 -1386ه، الدكتور حسن بن عبدالله آلشيخ:1386- 1390ه، جميل الحجيلان:1390-1394ه، الدكتور عبدالعزيز الخويطر: 394-1395ه، الدكتور حسن الجزائري:1395- 1403ه، الدكتور غازي القصيبي: 1403-1404ه، الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز آل الشيخ: 1404-1405ه، فيصل الحجيلان: 1405- 1416ه، الدكتور أسامة شبكشي: 1416- 1424ه، الدكتور حمد المانع: 1424- 1430ه، الدكتور: عبدالله الربيعة: 1430-1435ه. وتعاقب خمسة وزراء في عام واحد، بعد إعفاء الوزير الربيعة، وهم المهندس عادل فقيه، والدكتور محمد آل هيازع، وأحمد الخطيب، محمد آل الشيخ، ثم المهندس خالد الفالح الوزير الحالي.