واشنطن، جنيف، نيويورك، بور او برنس - أ ف ب، رويترز – أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس أن الزلزال الذي ضرب هايتي أدى إلى «إحدى أكبر عمليات الإنقاذ» في تاريخ الولاياتالمتحدة. وأضاف أوباما أن الرئيسين السابقين جورج بوش وبيل كلينتون اللذين كلفهما جمع أموال لمساعدة ضحايا الزلزال، وافقا على تسلّم إدارة «صندوق كلينتون - بوش من أجل هايتي». وكان أوباما يتحدّث محاطاً بسلفيه، وحذر من أن توزيع المساعدات على المنكوبين في هايتي يمثل «تحدياً هائلاً» للمشاركين في أعمال الإغاثة، وان المساعدات لهذا البلد الصغير في منطقة البحر الكاريبي «ستمتد شهوراً وسنوات». في المقابل، احتجت فرنسا لدى الولاياتالمتحدة على الوضع في مطار بور او برنس، حيث منعت طائرة مستشفى فرنسية من الهبوط، وفق ما اعلن وزير الدولة لشؤون التعاون ألان جويانديه. وأعلن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأممالمتحدة أن الزلزال الذي ضرب هايتي، قد يشكل أسوأ كارثة شهدتها المنظمة الدولية في تاريخها، فيما أبدت حكومة هايتي تخوفها من احتمال مقتل نحو 200 ألف شخص، في وقت انتشلت فرق الإغاثة أكثر من 50 ألف جثة حتى الآن. وقال وزير الداخلية أنطوني باين ايمي أن عدد الجرحى ناهز ال250 ألفاً، لافتاً إلى وجود 1.5 مليون مشرّد. وقالت الناطقة باسم مكتب التنسيق اليزابيث بيرز: «إنها كارثة تاريخية. لم نواجه يوماً أمراً مماثلاً. وبخلاف أمواج المدّ البحري تسونامي التي ضربت إندونيسيا وبلداناً أخرى في شرق آسيا العام 2004، لم يبق إلا بنى تحتية محدودة في هايتي لدعم تقديم المساعدات الأجنبية». ويزور الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون هايتي اليوم لتأكيد تضامنه مع سكان هذا البلد وموظفي المنظمة الدولية هناك وتقدير حاجاتهم، علماً أن بعثة الأممالمتحدة لحفظ السلام في هايتي فقدت 36 من أفرادها على الأقل في الكارثة. وكانت الأممالمتحدة وجهت أول من أمس نداءً عاجلاً إلى المجتمع الدولي لجمع 562 مليون دولار لإغاثة الجزيرة المنكوبة، ب «اعتبار أن مليوني شخص يحتاجون إلى مساعدة غذائية». وأوضح مدير الشؤون الإنسانية جون هولمز أن الأموال ستخصص في شكل عاجل لتأمين مواد غذائية ومعدات طبية ومياه وخيم. وسبق أن تعهّد 20 بلداً ومؤسسة وشركة تقديم 268.5 مليون دولار، وفق مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة. من جانبه، اعتبر نيكولاس ريدر الناطق باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في المنظمة الدولية أن أعداد فرق المسعفين في هايتي كافية، داعياً في المقابل إلى تقديم مزيد من المساعدات الإنسانية والطبية إلى الناجين. وقال: «علينا أن نركز فعلاً على الناجين وعلى ما يمكننا القيام به من أجلهم». ولفت إلى أن «18 بلداً يشارك» في الجهود الدولية، وزاد: «أبلغنا أنهم لا يحتاجون مزيداً من فرق المسعفين». وطالب ريد بتركيز الجهد الدولي بإشراف الأممالمتحدة على عاصمة هايتي لأن المناطق المجاورة لها ليست آمنة بما فيه الكفاية لإقامة مراكز مساعدات. وأضاف «نعمل حالياً في شكل رئيسي في بور او برنس. وثمة مشاكل تطاول سلامة فرق الإغاثة في بعض المناطق».