افتتحت النائب بهية الحريري أمس، مقر»منتدى الطائف» في مبنى يقع في قلب بيروت، واستضافت باكورة نشاطاته بإحياء مناسبة مرور عشرين سنة على ولادة وثيقة الطائف، بتكريم نقيب الصحافة محمد البعلبكي وصاحب جريدة «اللواء» عبد الغني سلام، في حضور حشد من الشخصيات السياسية والاعلامية. وأكدت الحريري ان «وثيقة الوفاق الوطني أخرجت أبناء الوطن الواحد من الخنادق والملاجىء الى أحضان الشرعية ومؤسساتها الدستورية»، وقالت: «كانت الدعوة الى الطائف ووثيقة الوفاق الوطني لرفع آثار تلك الايام السود من ذاكرة الاجيال، وعن صدر الوطن كل ذلك الدمار الذي خلفه الاقتتال والاحتلال فتوحدت ارادة اللبنانيين ووجهتهم فشرعوا في اعادة البناء ومقاومة الاحتلال وحرروا الارض والانسان». وزادت الحريري: «الطائف أكثر من طائف، طائف الإرادة العربية الأخوية وطائف الإرادة الوطنية، وطائف مسيرة البناء والتحرير وطائف الأجيال التي لا تعرف إلا الأمل والعلم والعمل، وإن كنا بعد عشرين عاماً نتحدث عما طبقنا وما لم نطبق من وثيقة الوفاق الوطني، فاننا استطعنا إنجاز مسيرة الوحدة والبناء والتحرير هي الحاضر والمستقبل والأمل، وهي الرد الواضح والصريح على كل أوهام أعداء لبنان وأوهام العودة إلى الوراء». ورأت الحريري انه بخطوة فتح المنتدى وتكريم البعلبكي وسلام «نحقق أمنيتين عزيزتين من أمنيات الرئيس الشهيد رفيق الحريري، أمنية تكريم الرمزين الكبيرين وكل رموز الريادة اللبنانية، وأمنية بقاء قلب بيروت نابضاً بالحياة مكتمل العناصر بعدما حقق فيه أبهى صورة للحياة الروحية الوطنية كنائس وجوامع ومركزاً للتلاقي والإجتماع لتعزيز نسيجنا الوطني، ومركزاً للعيش والعمل والإنتاج ومقراً لتشريعنا وبرلماننا وحكمنا وصداقاتنا العربية والدولية، وتحقيقاً لرغبته بأن تأخذ الثقافة والفكر مكانهما في قلب الوطن وقلب عاصمته بيروت، لتكون تعبيراً عن التنوع اللبناني والإرادة اللبنانية التي طالما آمن بها ووثق بها وعمل معها ومن أجلها مؤمناً بتاريخها العميق وخصوصيتها، متجاوزاً وعابراً لكل كبواتنا وعثراتنا، مؤمناً بقدرة هذا الشعب العظيم باستعادة مكانته وسيادته وتحرير أرضه وبناء دولته على أساس ميثاقه الوطني وثوابته الوطنية، ليبقى لبنان وطناً نهائياً لجميع أبنائه، عزيزاً قوياً، عربي الهوية والإنتماء». واعتبر ممثل رئيس الجمهورية الوزير طارق متري في كلمته ان اتفاق الطائف «هو أبعد من اتفاق سياسي، فهو يقوم على شراكة في القيم تجدد ارادة العيش معاً وتجدد معنى لبنان». وشدد على أهمية «الا نكون طوائف متباعدة وحذرة الواحدة من الأخرى، طوائف تدير ظهرها الواحدة للأخرى، بل نكون مواطنين، لا أجزاء من قبائل متناحرة»، وقال: «تجديد إرادة العيش معاً يعني اظهار تلك القيم التي تجمعنا والتي من دونها لا نتساوى في المواطنة ولا يبقى بلدنا لبنان». ورد المحتفى بهما البعلبكي وسلام بكلمتين عن «الشهداء الذين افتدوا حرية الصحافة وافتدوا لبنان بدمائهم الزكية، والتمسك بالوسطية والحوار والاعتدال والحرص على الرأي الآخر والابتعاد عن ضلال التعصب والعصبية، تمسكاً بثوابت الوطن الذي أثبتت التجارب المريرة انه لا يعيش الا بوحدة أبنائه».