أكد وزير الخارجية النروجي يوناس جاري ستوري خلال زيارته عمان أمس أن الأشهر المقبلة ستكون حيوية ومهمة بالنسبة الى جهود استئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين. جاء ذلك فيما حذر وزير الخارجية الأردني ناصر جودة خلال مؤتمر صحافي مع نظيره النروجي من خطورة الاجراءات الاسرائيلية الأحادية المستمرة في الاراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدسالشرقية كهدم البيوت وطرد سكانها والاستمرار في الاستيطان التي يجب وقفها فوراً كونها تهدد جهود السلام. وقال جودة إن «المطلوب الآن هو اقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة على أساس حدود عام 1967 ضمن اطار الحل الشامل في المنطقة ووفقاً لقرارات الشرعية الدولية». وأضاف أن لدى النروج تاريخاً عريقاً وقديماً في دعم العملية السلمية في المنطقة والفلسطينيين و «أونروا»، لافتاً الى أن جهود الوزير النروجي لاستئناف المفاوضات وخصوصاً لقائه الأخير مع المبعوث الاميركي للشرق الاوسط جورج ميتشل في بروكسل، تأتي في هذا الاطار. وأكد جودة أنه بحث مع الوزير النروجي في جهود السلام وصولاً الى اطلاق مفاوضات جادة على اساس حل الدولتين والمرجعيات الدولية ومبادرة السلام العربية بما يضمن اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة وعاصمتها القدسالشرقية في اطار تحقيق السلام الشامل في المنطقة، مبيناً أن القدس كانت على رأس المواضيع التي تناولتها المحادثات. وشدد على أن القدسالشرقية جزء من الاراضي الفلسطينية المحتلة، مجدداً رفض الأردن الممارسات الاسرائيلية التي تهدد سلامة الاماكن المقدسة في القدسالشرقية التي تحظى برعاية ودور هاشمي مستمر. وأشار الى أنه وضع نظيره النروجي في صورة المحادثات التي أجراها أخيراً في واشنطن مع وزيرة الخارجية الأميركية. وقال إن على رغم البعد الجغرافي للنروج، إلا أنها قريبة وتلعب دوراً وثيقاً في ما يتعلق بقضايا المنطقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، والتاريخ شاهد على ذلك. وأكد ستوري أنه لا يمكن البدء بجولة في الشرق الأوسط من دون البدء بعمان، مشدداً على أهمية العلاقة الوثيقة بين الأردن والنروج والاحترام الشديد الذي يكنّه الشعب النروجي للأردنيين. وأوضح أن النروج لديها مساهمات تجاه قضايا المنطقة، مشدداً على رغبة بلاده في اقامة دولتين فلسطينية واسرائيلية تعيشان في أمن وسلام جنباً الى جنب. وتوقع المسؤول النروجي أن تكون الأشهر المقبلة حيوية ومهمة بالنسبة الى استئناف المفاوضات وتحقيق تقدم في المسار السلمي. وأشار الى أن النروج تأمل برؤية نهاية للاحتلال الاسرائيلي هذا العام وإقامة دولة فلسطينية على التراب الوطني الفلسطيني. التحقيق جار ومن جهة ثانية، أكد وزير الخارجية الاردني أن «التحقيق ما زال جارياً» في التفجير الذي وقع أثناء مرور موكب ديبلوماسي اسرائيلي كان متوجهاً من عمان الى جسر الملك حسين (اللنبي) على الحدود بين الاردن والضفة الغربية الخميس الماضي. وأوضح جودة أن «التحقيق ما زال جارياً، وسيكون هناك اعلان فور الوصول الى نتائج لهذا التحقيق». وشدد على أن «التحقيق يصب في أن نعرف من المسؤول عن هذا الحادث لأنه يستهدف في شكل أساسي أمن الأردن»، مشيراً الى أن «الجهات المعنية تكثف جهودها في هذا المجال». وكانت عبوة انفجرت الخميس الماضي أثناء مرور موكب ديبلوماسي اسرائيلي، لكنها لم توقع اصابات قرب جسر الملك حسين (اللنبي 50 كيلومتراً غرب عمان) الذي تسيطر عليه اسرائيل على الحدود بين الاردن والضفة الغربيةالمحتلة. ولم يكن السفير الاسرائيلي لدى الأردن داني نيفو ضمن الموكب. وبحسب موقع صحيفة «يديعوت احرونوت» الالكتروني، فإن الموكب كان يضم أربعة من موظفي السفارة في عمان وحارسين. وكان وزير الدولة الاردني لشؤون الاعلام والاتصال نبيل الشريف صرح لوكالة «فرانس برس» أول من أمس بأنه «لم يتم حتى الآن اعتقال أحد، ومن المبكر توجيه الاتهام إلى أي مجموعة». وكان الشريف أكد الخميس الماضي أن التفجير لم يسفر عن ضحايا او اضرار. وقال إن العبوة انفجرت بعد الظهر على الطريق من عمان الى غور الاردن اثناء عبور سيارات بينها سيارتان تابعتان للسفارة الاسرائيلية. ويعود معظم الديبلوماسيين الاسرائيليين العاملين في عمان يوم الخميس الى اسرائيل في بداية عطلة نهاية الاسبوع في الاردن ويعودون يوم الاحد عند استئناف العمل. ويرتبط الاردن منذ عام 1994 باتفاق سلام مع اسرائيل.