«فجوة المناخ» Climate Divide. يبدو ان هذا المصطلح سيتداول بكثرة في السنة التي تلوح في نهايتها قمة المناخ في المكسيك «كوب 16» من دون ان يبرز أي عنصر يبشر بردم الخلافات التي أدّت الى فشل قمة «كوب 15» في كوبنهاغن السنة الماضية. فعلى غرار ما يجري في الاقتصاد والسياسة والسلاح والاجتماع والثقافة والعلم، ثمة فجوة كبيرة بين الدول الغنية المتقدمة من جهة، والنامية الفقيرة من جهة ثانية. واستطراداً، يرى البعض ان الأمر يتعلق بفجوة مُركّبة من عناصر عدّة، وليس المناخ سوى آخر القادمين الى القائمة الطويلة التي تفصل بين الغرب المتقدم من جهة، والدول النامية التي يأكلها التخلّف من جهة ثانية، بحيث تبدو الدول الصاعدة (البرازيل، الهند، الصين وبعض دول أوبك) أملاً متلاعباً. نعم، اتضح وجود «فجوة مناخ» أيضاً. وتبيّن ان الاحتباس الحراري، التلوث والآثار البيئية للطاقة واستعمالاتها، تضرب بقوة أكثر الفئات الفقيرة والمحرومة والمهمّشة. واستطراداً، فإن مكافحة الاضطراب في المناخ، تفرض وضع استراتيجيات فعّالة وجذرية لردم هذه الهوة، وإلا ذهبت جهود مكافحة التلوث والاحتباس الحراري بَدَداً. وتناول هذه الفجوة عدد خاص من مجلة «إنفرنمونت جاستس» Environment Justice (وترجمتها «عدالة المناخ»)، ونشرها موقع « بلوس» الإلكتروني المفتوح المصدر. ويتضمن هذا العدد مجموعة الدراسات التي عُرضت في مؤتمر عن المناخ، استضافته مدينة نيويورك أخيراً، رافعاً شعار «نحن فعّالون». وتشمل مقالات العدد المشار إليه آنفاً، دراسات مثل «الفحم الحجري من منظور عدم العدالة مناخياً»، و «تغيّر المناخ، وموجات الحرارة والتفاوت البيئي»، و «حشد الطاقات لأجل عدالة المناخ في البرازيل» وغيرها. ويحتوي دراسة عن الأبعاد الدولية لتمويل استراتيجيات التأقلم مع التغيير في المناخ، وتقرير عن تجربة ولاية كاليفورنيا في بلورة تفكير جديد يربط مفهوم العدالة في المناخ مع مسألة المساواة في الصحة، ودراسة نوعية عن العلاقة بين انتشار البدانة بين الأطفال في أميركا من جهة، والاضطراب في المناخ وانعدام العدالة في سياسته من الجهة الأخرى. وأشار ملخص افتتاحي في هذا العدد إلى ان التفكير الجديد في المناخ يرتكز الى التفكير في الرابط بين العدالة في الصحة بين البشر من جهة، وبين ما يوازيها في الاقتصاد والسياسة، وكذلك العلاقة بين تلك الأمور كلها والسعي الى إيجاد سياسة فعّالة ومتوازنة وعادلة تقدر على التصدي فعلياً لمشكلة الاضطراب في المناخ. المزيد من المعلومات على الموقع الالكتروني «بلوس» PLOS