طغى الحضور الأميركي في موزاة الحضور الفلسطيني، على الوضع السياسي اللبناني. اذ اعلن مستشار الأمن القومي الأميركي الجنرال جيمس جونز خلال زيارة لبيروت ولقائه رؤساء الجمهورية ميشال سليمان والبرلمان نبيه بري والحكومة سعد الحريري، «دعم مهمات الجيش اللبناني في تنفيذ جميع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بلبنان وحماية جميع المواطنين اللبنانيين، والتزام الرئيس باراك أوباما تعزيز الشراكة بين الولاياتالمتحدة ولبنان عبر مجموعة واسعة من القضايا». ولمناسبة «الملتقى العربي والدولي لدعم المقاومة» الذي انعقد في قصر الأونيسكو في بيروت أطلق رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، والأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله جملة مواقف تتعلق بالمواجهة مع إسرائيل وتهديداتها. وإذ انتقد مشعل مصر لإقامتها الجدار مع غزة، وقال «إننا نربأ بمصر والعرب أن يسكتوا عن حصار غزة وتجميد إعمارها وخنقها»، فإنه أعلن «أننا قطعنا شوطاً كبيراً» في المصالحة الفلسطينية – الفلسطينية، «ونحن نريد دوراً عربياً مع الإخوة في مصر وليس بديلاً منهم». وأكد السيد نصرالله ان إسرائيل في «مأزق حقيقي» بسبب «سقوط مشروع إسرائيل الكبرى نتيجة انتصار فئة قليلة من المجاهدين في لبنان وغزة عليها». وقال إن إسرائيل «تستعين على حركات المقاومة وشعوبها بالمجتمع الدولي ومجلس الأمن وبعض الأنظمة العربية والاستخبارات وعبر إقامة الجدران الفولاذية... وتحسب للمواجهة العسكرية المباشرة كل حساب». وشدد على ان «التهديدات الإسرائيلية ما عادت تخيف إلا الجبناء والمهزومين»، مؤكداً أنه «في أي مواجهة مقبلة مع الصهاينة سنفشل أهداف العدو وسنهزمه وسنصنع النصر الكبير وسنغيّر وجه المنطقة». وفي واشنطن، أكد البيت الأبيض التزام الولاياتالمتحدة دعم سيادة لبنان واستقلاله، مشيراً الى ان جونز وخلال اجتماعاته مع القيادات اللبنانية أمس «عبّر عن دعم واشنطن لتقوية مؤسسات الدولة وخصوصاً الجيش اللبناني» و «لتطبيق جميع قرارات مجلس الأمن الدولي حول لبنان ولحماية جميع اللبنانيين». واعتبر البيت الأبيض في بيان، أن جونز في اجتماعاته مع سليمان وبري والحريري «عبّر عن دعم الإدارة الأميركية والتزام الرئيس باراك أوباما تقوية المؤسسات اللبنانية وخصوصاً الجيش». وأشار البيان الى ان جونز «شدد على الدعم المستمر للبنان سيد ومستقل، وجهودنا لتحقيق أهدافنا في الشرق الأوسط وخصوصاً السلام الشامل في المنطقة، لن تأتي على حساب لبنان». وتعددت المواضيع التي تناولها جونز مع الرؤساء الثلاثة وقائد الجيش العماد جان قهوجي، وأثار سليمان وبري معه التدابير الأمنية المتخذة لتفتيش المسافرين اللبنانيين في المطارات الأميركية إضافة الى مشروع قانون الكونغرس الأميركي الذي يؤدي الى منع بعض القنوات اللبنانية من البث عبر الأقمار الاصطناعية. وفيما قالت الرئاسة اللبنانية إن جونز أبدى تفهمه الموقف اللبناني، أشارت المعلومات الموزعة من مكتب بري الى ان المسؤول الأميركي وعد بإعادة النظر فيها. وفيما شدد بري على ضرورة مساعدة واشنطن في إزالة الألغام والقنابل العنقودية التي زرعتها إسرائيل، أكد الحريري ضرورة ممارسة الضغط على الأخيرة لحل مشاكل المنطقة، وعلى تمسك لبنان بحق العودة للفلسطينيين. وطلب الرؤساء الثلاثة دعم الجيش اللبناني، وحث سليمان جونز على التعجيل في المساعدات العسكرية له، مقابل تأكيد جونز استعداد بلاده لمواصلة تقديم المساعدة للجيش والقوى الأمنية اللبنانية. وكان رئيس المكتب السياسي ل «حماس» زار سليمان والحريري على هامش مشاركته في ملتقى دعم المقاومة. وشدد الرئيس اللبناني أمام مشعل على أهمية التضحية من أجل اتمام المصالحة الفلسطينية. وقال مشعل بعد لقائه الحريري انه عرض معه موضوع المصالحة والوضع الفلسطيني الداخلي والصراع العربي – الإسرائيلي ومستجداته، «وإن شاء الله يكون لدولة الرئيس وللبنان دور إيجابي في مساعدة الفلسطينيين في هذا المجال». وأوضح أن البحث تطرق الى السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وداخلها والحقوق المدنية للفلسطينيين «وضرورة التفاهم على كل هذه المواضيع ومع المرجعيات الفلسطينية بمختلف قواها». وأعلن مشعل في كلمته أمام ملتقى دعم المقاومة في شأن المصالحة الفلسطينية: «نريد رعاية للمصالحة كما جرى في اتفاق القاهرة عام 2005 وفي اتفاق مكة عام 2007 وكما جرى في المصالحة اللبنانية في الدوحة وكما جرى في الطائف ولا نطلب المستحيل وأنا أضع المسؤولية في أعناق قادة الأمة... وأدعو الأخ أبو مازن الى لقاء ثنائي ثم مع الفصائل وواثق أننا حين نلتقي سنتفق».