أمراض تتوالى وأحزان لا تنفك تطل برأسها في شكل مستمر، وظروف مادية تأبى إلا مشاركتهم حياتهم. هذه هي حالة المسن عبدالمجيد محمد علي وأسرته. لم تكن الظروف قط جيدة، ولكنها على الأقل تحت السيطرة، إلا أنها شيئاً فشيئاً بدأت تأخذ منحى نزولاً إلى الأسوأ، حتى جاءت قاصمة الظهر عن طريق خطأ طبي. كان بتر رجل رب الأسرة أفظع نتائج ذلك الخطأ، إلا أنه بالتأكيد لم يكن آخرها، فمن هنا بدأت الظروف السيئة تتحول إلى مآسي، فاضطر عبدالمجيد إلى ترك عمله والمكوث في المنزل، ثم ما لبثت أن أصيبت عيناه بالأمراض، فبات معوقاً وشبه أعمى في آن واحد، إضافة إلى عدم قدرته على إعالة أسرة فجعت بانهيار قائدها، فالأم تقاسي مرض القلب وغير قادرة على العمل في ظل النوبات التي تفاجئها بين الفينة والأخرى. أما الأبناء، فهم شاب يعمل براتب ضئيل لا يفي حتى بحاجاته الخاصة، وفتاتان إحداهما متزوجة وتقيم مع زوجها في دولة عربية، والأخرى لا تزال تدرس في الجامعة، وكل ما يقلقها هو كيفية الحصول على الشهادة وإعادة البسمة إلى شفاه والديها. و يقول عبد المجيد ل «الحياة»: «أنا رجل أبلغ من العمر 61 عاماً و كنت أعمل في مجال الطباعة والإخراج الفني لبعض الصحف ولكن منذ فترة ذهبت إلى المستشفى بغرض إجراء جراحة لقدمي ولكن حدث خطأ طبي ولم يسيطر الطبيب على نسبة الرطوبة، ما أدى إلى إصابتي بغرغرينة في ساقي واضطررت بعد ذلك لبترها»، مشيراً إلى أن ما حدث كان كارثياً بالنسبة إليه، خصوصاً في ظل عدم وجود مصدر رزق ثابت، عدا الراتب الشهري لابنه والذي لا يزيد على 1500 ريال. ويضيف: «مرض السكر تسبب في اعتلال في الشبكية في كلتا العينين ولكن العين اليمنى أصيبت بانفصال في الشبكية، ما تسبب في إنقاص مستوى النظر فيها كثيراً مما زاد من معاناتي فقد أصبحت لا أرى بوضوح، وحتى اليوم لم أجد من يساندني»، موضحاً بأنه حاول بشتى الطرق البحث عن مصدر رزق يعيل أسرته ويساعده في علاج أمراضه، «عندما كنت أحاول التغلب على مرض عيني أصبت في ساقي وهذا قطع أي أمل في العمل وإعالة أسرتي وأبنائي غير قادرين على مساعدتي أكثر من ذلك». ولا يخفي رب الأسرة المحطمة أن ما يواجهونه من ضنك في العيش وقلة حيلة جعله وزوجته أسيرين للهموم والأمراض النفسية، «لا أعلم إلى من ألجأ بعد الله، فقد ضاقت السبل وعز الصديق والجميع تخلى عنا ونحن في وضع لا يعلمه إلا الله»، آملاً من فاعلي الخير والباحثين عن الأجر الوقوف معه وأسرته ومساعدتهم في هذه الظروف السيئة.