لندن - رويترز - أعلنت وكالة الطاقة الدولية أمس، أن الطلب العالمي على النفط سيبلغ هذه السنة أعلى مستوياته منذ 2007، مع ارتفاع الاستهلاك مدعوماً بوتيرة نمو أسرع للاقتصادات الناشئة في آسيا. وعدلت الوكالة - التي تتخذ من باريس مقراً وتقدم المشورة إلى 28 دولة صناعية - بالخفض، توقعاتها للزيادة في الطلب العالمي على النفط هذه السنة بواقع 20 ألف برميل يومياً. وتتوقع نمو الطلب بواقع 1.4 مليون برميل يومياً في 2010. وتوقعت أن يبلغ الطلب الإجمالي 86.3 مليون برميل يومياً مقارنة مع 86.5 مليون برميل في 2007. وتراجع الاستهلاك على مدار السنتين الماضيتين. وقال رئيس إدارة أسواق وصناعة النفط بالوكالة ديفيد فايف: «جرى تعديل في مستوى الطلب على النفط في الصين وآسيا صعوداً بواقع 70 ألف برميل يومياً منذ الشهر الماضي، بحيث تجاوز تعديل منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية البالغ 60 ألف برميل يومياً». وأضاف: «نتوقع بحلول 2011 نمواً في حدود مليون برميل يومياً، ما من شأنه أن يسجل أكبر زيادة على الإطلاق، لكن الأمر يتوقف على مدى التعافي الاقتصادي». وتابع فايف: «يُرجح أن يكون لموجة البرد التي أصابت البلدان الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، تأثير محدود في الطلب على النفط». وتابعت الوكالة في تقريرها، أن الإمدادات من منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) ارتفعت في كانون الأول (ديسمبر) 75 ألف برميل يومياً إلى 29.1 مليون برميل، وهو إجمالي الكمية التي تقدّر الوكالة أن «أوبك» تحتاج إنتاجها لتحقيق توازن في السوق خلال السنة الحالية. وتتوقع الوكالة أيضاً أن يرتفع الإنتاج المستهدف للمنظمة من سوائل الغاز الطبيعي، التي لا تخضع لنظام حصص بواقع 885 ألف برميل مكافئ يومياً إلى 5.7 مليون برميل. وأعلنت وكالة الطاقة أن إنتاج الدول غير الأعضاء في «أوبك» عدل بالخفض بنحو 200 ألف برميل يومياً من تقدير تشرين الثاني «نوفمبر» في الأساس، بسبب إعادة تقويم إنتاج أذربيجان. ويتوقع الآن أن يرتفع إنتاج هذه الدول إلى 51.5 مليون برميل يومياً فقط، بدعم من الوقود الاحفوري وزيادة إنتاج الخام في كل من البرازيل ودول «الاتحاد السوفيتي» السابق واستراليا وكولومبيا والهند. وكان متوسط إمدادها 51.3 مليون برميل يومياً في 2009. وأفادت الوكالة بأن مخزونات النفط في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تراجعت إلى ما يكفي لتغطية 59.1 يوم من الطلب المستقبلي نهاية تشرين الثانين انخفاضاً من 59.4 يوم نهاية تشرين الأول (أكتوبر). وتراجعت أسعار النفط أمس إلى نحو 79 دولاراً للبرميل ويتوقع أن تسجل أول تراجع أسبوعي في أكثر من شهر بسبب بيانات اقتصادية مخيّبة وتوقعات بانخفاض الطلب على زيت التدفئة في الولاياتالمتحدة. وخسر سعر برميل النفط الخام الأميركي الخفيف تسليم شباط (فبراير) 48 سنتاً إلى 78.91 دولار. وتراجع سعر برميل عقود مزيج «برنت» في لندن تسليم آذار (مارس) 67 سنتاً إلى 77.90 دولار. وأظهر تقرير للحكومة الأميركية تراجع الطلب الأميركي على منتجات التقطير، فئة من الوقود تشمل زيت التدفئة 4 في المئة عن مستواها العام الماضي في الأسابيع الأربعة المنتهية في الثامن من كانون الثاني (يناير). وسجل متوسط سعر برميل سلة «أوبك» 77.59 دولار الخميس ارتفاعاً من 77.15 دولار الأربعاء.