تتحدد اليوم (السبت) ملامح المتأهلين من المجموعة الثالثة لربع نهائي بطولة كأس الأمم الافريقية لكرة القدم المقامة في أنغولا حتى 31 الجاري، إذ تلتقي مصر مع موزمبيق، ونيجيريا مع بنين في الجولة الثانية، ويكفي مصر التعادل لحجز احدى مقعدي المجموعة، فيما لا بديل لنيجيريا عن الفوز بعد سقوطها في الجولة الأولى أمام مصر 1-3. ونظرياً وبحسابات التاريخ يبتعد موزمبيق وبنين عن حسابات التأهل، علماً أنهما تسببا في إضعاف فرصتهما بتعادلهما في الجولة الأولى 2-2. وكانت أنغولا اقتربت من التأهل للدور الثاني بشكل كبير بعد تصدرها المجموعة الأولى، بفوزها على مالاوي 2-صفر فيما جددت الجزائر أملها بفوزها 1-صفر على مالي، وإن كانت فرصة الجزائر صعبة، إذ ستواجه المنظم انغولا في الجولة الثالثة، فيما تخوض مالي مواجهة أسهل أمام مالاوي، وتتشابك حسابات المجموعة الأولى ولن تحسم إلا بمباراتي الجولة المقبلة. يحتضن ملعب السيد داجراشا بمدينة بنغويلا مواجهة مهمة لحامل اللقب المنتخب المصري مع نظيره الموزمبيقي، وكشر «الفراعنة» عن أنيابهم في مباراتهم الأولى وأسقطوا نسور نيجيريا بثلاثية، وعلى رغم أن التعادل يكفي مصر لبلوغ ربع النهائي إلا أن اللاعبين المصريين أكدوا رغبتهم القوية في تحقيق الفوز لتوجيه إنذار قوي لجميع المنافسين والتأكيد على تصميمهم على الاحتفاظ باللقب للمرة الثالثة على التوالي لتحقيق إنجاز غير مسبوق، فضلاً عن تعويض جماهيرهم إخفاق عدم بلوغ مونديال 2010. وشدد المدير الفني لمنتخب مصر حسن شحاتة على أنه طلب من لاعبيه عدم الإفراط في الفرحة بعد الفوز على نيجيريا وعدم التهاون مع المنتخب الموزمبيقي، موضحاً في تصريحات للموقع الإلكتروني للاتحاد الافريقي (الكاف) أنه من الخطأ الاستهانة بالخصم، لأن لكل مباراة ظروفها، ومستوى المنتخبات في القارة الافريقية ارتفع بشكل كبير في الآونة الأخيرة، وتلعب بمنتهى القوة، ولذلك تسبب الفرق الصغيرة الحرج لأكبر المنتخبات مثلما حدث مع منتخب الكاميرون الذي خسر أمام المنتخب الغابوني ومن ثم فإنه لا يجوز الاستهانة بالمنتخب الموزمبيقي بأي شكل من الأشكال. كما أكد شحاتة أن المنتخب المصري استعد جيداً لمباراة اليوم وأنه طالب لاعبيه بضرورة التركيز وانتزاع النقاط الثلاث والاحتفاظ بصدارة المجموعة الثالثة لضمان البقاء في مدينة بنغويلا التي يقيم بها حالياً. وعن حالة حسنى عبد ربه وعماد متعب أوضح شحاتة إنهما تعرضا لنزلة برد فقرر الجهاز الفني عدم المجازفة بالدفع بهما في تدريبات أول من أمس على أن تتم الاستعانة بهما في لقاء اليوم، ما يعنى أنهما جاهزان، مشيراً إلى أن الحالة المعنوية مرتفعة ولا توجد إصابات. من جهته، أكد رئيس الاتحاد المصري سمير زاهر انه شعر بروح بطولة غانا 2008 ما دفعه للتفاؤل عقب الفوز على نيجيريا 3-1. وقال زاهر: «سنواصل المشوار بكل عزيمة حتى النهائي، المنتخب أدى تدريباته الأخيرة بمنتهى القوة والجدية في الموعد نفسه الذي ستقام فيه مباراة اليوم أمام موزمبيق والمعنويات مرتفعة جداً ونحن نعلم ان مستويات الفرق الافريقية متقاربة وفى ارتفاع مستمر». وأوضح: «لذلك نفكر في كل مباراة بوصفها مرحلة منفصلة، وبعد الانتهاء منها نفكر في المباراة المقبلة، والجهاز الفني درس شريط فيديو لمنتخب موزمبيق، ووضع يده على نقاط القوة والضعف، ونتمنى أن نواصل المشوار لنسعد كل الجماهير العربية». وأكد زاهر أنه يتمنى التوفيق لكل الفرق العربية بقوله: «نتمنى التوفيق لكل الفرق العربية، ولا نحمل إلا كل المشاعر الجميلة لكل الأشقاء العرب، ونتمنى أن يزول الاحتقان الذي حدث في تصفيات كأس العالم، وتعود العلاقات كما كانت، لان الرياضة تقرب الشعوب». من جانبه، يريد منتخب موزمبيق تفجير مفاجأة أمام حامل اللقب، خصوصاً أنه صاحب أكبر صدمة لعرب شمال أفريقيا في الفترة الأخيرة، عندما أقصى المنتخب التونسي من تصفيات كأس العالم، ما جعل نيجيريا تخطف بطاقة المونديال بشكل درامي. وتسببت هذه المفاجأة في عودة موزمبيق إلى بطولة الأمم الأفريقية للمرة الرابعة في تاريخها، بعد انقطاع دام 12 عاماً منذ ظهورها الأخير في نسخة 1998 في بوركينا فاس، ويبرز في صفوف المنتخب الموزامبيقي المهاجم المخضرم مانويل تيكو تيكو (36 عاماً) وداريو مونتيرو (32 عاماً) صاحب هدف الفوز على تونس، إضافة إلى لاعب الوسط المدافع سيماو جونيور (21 عاماً) الذي نجح في التألق ضمن صفوف باناثينايكوس اليوناني، الذي يعتبر أولى تجاربه الاحترافية، بجانب المدافع إدسون ميكسر (22 عاماً) الذي سينتقل عقب البطولة مباشرة إلى سبورتنغ لشبونة البرتغالي. ويبرز بين القائمة ثلاثة لاعبين معروفين على المستوى العربي، وبالأخص في مصر، هم الحارس جواو كابانغو الذي يلعب للترسانة المصري، بجانب المدافع داريو الذي كان لاعب الخريطيات القطري، ولعب من قبل للإسماعيلي المصري، فضلاً عن مدافع إنبي المصري ساليلو مانو. وبرز في لقاء بنين في الجولة الأولى ألميرو وكارلوس فومو جونسالفيش اللذان سجلا هدفي التعادل، وخسر منتخب موزمبيق المعروف ب «الثعابين» في نهائيات 1998 أولى مبارياته أمام مصر صفر-2 بتوقيع الهداف السابق والمدير الفني الحالي للزمالك حسام حسن. خطر الخروج يهدّد «النسور» ولا بديل للمنتخب النيجيري إلا تخطي عقبة بنين من أجل الاحتفاظ بفرصة بلوغ ربع النهائي، إذ إنه مطالب أيضاً بالفوز على موزمبيق في الجولة الثالثة، وإلا سيكون خروجه الباكر من البطولة أكبر المفاجآت قياساً بإنجازاته الكبيرة، فهو بطل نسختي 1980 و1994 كما تأهل لنهائي 1984، لكنه هُزم من الكاميرون التي عادت وهزمته أيضاً في نهائي 1988. واحتلت نيجيريا مركز الوصيف أيضاً في بطولتي الجزائر 1990 و2000 التي استضافتها مع غانا وفي بطولة 2006 في مصر، تصدر «النسور الخضر» المجموعة الرابعة بجدارة بعد الفوز على السنغال وغانا وزيمبابوي، وواصل الفريق مسيرته القوية، وأطاح بتونس من ربع النهائي، لكن الحلم انتهى بالهزيمة من كوت ديفوار في نصف النهائي. أما في غانا 2008، فجاءت نيجيريا في المركز الثاني بمجموعتها بعد كوت ديفوار، ولم يقدم الفريق النيجيري الأداء المتوقع في البطولة، ولذلك لم تكن هزيمته أمام غانا في ربع النهائي مفاجأة. وعلى رغم اعتماد المدير الفني لنيجيريا شايبو أمودو على كتيبة من أبرز لاعبي الأندية الأوروبية بقيادة مهاجم بورتسموث الانكليزي المخضرم نواكانو كانو الذي يشارك للمرة السادسة في نهائيات أمم أفريقيا، إلا أنهم ظهروا بشكل باهت في المباراة الأولى أمام مصر خصوصاً في الشوط الثاني الذي انخفضت فيه معدل لياقتهم البدنية بشكل لافت، ما جعل لاعبي مصر يفرضون هيمنتهم، فيما لم يسبق لمنتخب بنين الملقب ب«السناجب» سوى المشاركة مرتين فقط في نهائيات الأمم الأفريقية، ولم يحظ في أي منهما بتجاوز الدور الأول، وهو ما يجعل الأنظار تتجه نحو نهائيات أنغولا كموعد لتحقيق الفريق أعلى قفزاته النوعية، ولكنه خيب التوقعات بسقوطه في فخ التعادل مع موزمبيق في الجولة الأولى. وعرفت بنين الخريطة الأفريقية منذ 6 سنوات فقط، حين شاركت في نهائيات تونس 2004 قبل أن تعود في نهائيات غانا الماضية، إذ كانت تملك فريقاً يقوده المهاجم المخضرم عمر تشوموجو الذي لا يزال يقود الفريق، واستفاد المدير الفني لبنين الفرنسي ميشيل دوسوييه من الطفرة التي حققتها الكرة البنينية في 2005 بالمشاركة في كأس العالم للشباب بهولندا، والتي كان «السناجب» فيها على وشك تخطي الدور الأول بعد أن كشفت البطولة عن الهداف رزاق أوموتويوسي المنتقل إلى ميتز الفرنسي. وتضم قائمة بنين لاعبين بارزين أيضاً بخلاف الهجوم، إذ يبرز في الوسط ستيفان سيسنيون «باريس سان جيرمان الفرنسي»، بجانب ثنائي الدفاع داميان كريسوستوم «دينزلي سبور التركي»، والصاعد رضا جونسون «بليموث الإنكليزي».