علق تربويون آمالاً عريضة على مجلس المعلمين الذي أعلنت تعليم جدة إنشاءه أخيراً في المحافظة، وتمنوا خلال حديثهم إلى «الحياة» أن يكون طوق نجاة لخروجهم من المشكلات المزمنة مقدمين العديد من الاقتراحات التي من شأنها تفعيل عمل المجلس وتحويله إلى مرجع يعودون إليه كلما استدعى الأمر. ودعوا المجلس إلى الالتفات للأولويات، والسعي الدؤوب نحو تحسين أوضاعهم، من خلال القضاء على المدارس المستأجرة وتقليص نصاب الحصص، وتوفير كل ما من شأنه الرقي بالعملية التعليمية. وطالب المشرف التربوي في تعليم منطقة مكةالمكرمة محمد الزبيدي خلال حديثه إلى «الحياة» المجلس في حال إنشائه بإيجاد حلول لعدد من المشكلات التعليمية التي تواجه المعلمين، بدءاً من التعيين داخل مدارس المحافظة والنقل وجدول الحصص المدرسية، ومروراً بمشكلات النقل المدرسي، وتوافر البيئة المدرسية الصحية، وليس نهايةً بالمشكلة الكبرى التي أرقت كاهل المعلمين أخيراً وهي تحسين المستويات. وأوضح الزبيدي أن دور المجلس يفترض فيه ألا يقتصر فقط على حل مشكلات المعلمين، بل يبني رابطاً مهماً ويمد جسوراً من التواصل المباشر بين المعلم والإدارة، لأنه وبلاشك سيضع كثيراً من الأعباء السابقة عن كاهل المدرس، متوقعاً منه أن يعمل على نقل مشكلته وطرحها على المجلس، «بعد أن كان الروتين والبيروقراطية يحدان ويحبطان وبشكل كبير سرعة وصول مشكلة المعلم لصاحب القرار». من جانبه، أمّل أحد منسوبي تعليم محافظة جدة المعلم ممدوح العسيري أن يسهم قرار إنشاء المجلس في إنهاء معاناة المعلمين في عدد من المشكلات، خصوصاً في طول المنهج الدراسي، والاختبارات المركزية، مؤكداً أن هاتين المشكلتين تعدان من أبرز المشكلات التي يجب على المجلس طرحها ومحاولة حلها بأسرع وقت ممكن. وشدد على أن من أهم الأولويات التي يجب على المجلس مراعاتها قبل الدخول في أي مواضيع هو عدم توافر الوسائل التعليمية «الحديثة» في أغلب المدارس. وقال ل«الحياة»: «إن العديد من المدارس هي عبارة عن مبان مستأجرة، ولا تتوافر بها معامل للرياضيات والعلوم، وليست لديها أجهزة ( داتا شو ) أو أجهزة كمبيوتر داخل الفصول، ما يعني أن المعلم سيواجه صعوبة بالغة في إكمال المنهج بطريقة الكتابة على السبورة»، مضيفاً «من المؤسف أن غالبية أجهزة التعلم الحديثة (الأوفرهيد) تعتبر قديمة في بعض المدارس»، مستغرباً من رغبة إدارة التعليم في تطوير مستوى المعلم وهو لايملك أبسط الأدوات، وزاد « كيف للمعلم إيصال تلك الدروس للطلاب من دون أجهزة مساعدة حديثة ومتطورة، وبهذا الكم الهائل من المعلومات خلال فصل دراسي واحد من دون حذف بعض الدروس أو إعطاء واجبات منزلية للطلاب. بدورهم، رأى مراقبون تربويون أن قرار تعليم جدة بإنشاء مجلس للمعلمين يأتي تزامناً مع تأكيد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله خلال لقائه أول من أمس وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله على أهمية تطوير التعليم بمختلف مراحله، خصوصاً المعلمين والمعلمات الذين يحملون رسالة الوطن وقيمه وأخلاقياته، كما يحملون على عواتقهم أمانةً عظيمةً هي تنشئة الجيل.