تحدّث الكاتب أوليفير بوركمان في مقال نُشره موقع «ذا غارديان» البريطانية، وعنوانه «هل الانكماش طريقة ذكية للعمل؟»، عن ضرورة سلوك الطريق القويم واحترام القوانين، وخصوصاً في المؤسسات وفي العلاقات بين الموظفين، مشيراً إلى أن هناك من يبرع في التنصل من العمل، والالتفاف على القوانين، بينما لا يفلح آخرون بالحصول على وقت للراحة أو قضاء حاجاتهم الشخصية، على رغم أنهم يلتزمون القوانين ويتقيدون بالإجراءات المتّبعة. ويشير الكاتب إلى أن التنصل من العمل، أو من أداء الواجبات، ظاهرة قديمة، تعود إحدى المفردات التي تعبّر عن هذه الفعلة إلى القرن الثامن. وحديثاً، تُستخدم عبارة «سترة البوم» لوصف السترة التي يستخدمها الموظف لستر غيابه، إذ يتركها متدلية على ظهر كرسيه، بينما هو يمرح مع أصدقاء في مقهى مجاور. واستند بوركمان إلى دراسة حديثة أعدّها الأكاديمي إيرين ريد، مضمونها التفاني الكلي من الموظفين في العمل، مثل الرد على رسائل البريد الإلكتروني في منتصف الليل، وإلغاء حضور سهرة أنيسة من أجل العمل حتى وقت متأخر. وكشفت نتائجها أن نحو 31 في المئة من الرجال و11 في المئة من النساء وجدوا سبلاً لتمرير الوقت من دون إنجاز أي واجب والتنصل من العمل، إما بمغادرة المكان من دون تبليغ أحد، وإما بعقد صفقات سرية مع زملاء لكي يتمكنوا من قضاء بعض الوقت مع أسرهم. ولفت إلى أن من مظاهر التنصل أيضاً عقد لقاءات مع زملاء، بعد اجتماع العمل وتوزيع المهمات، للتكلّم عما حصل، عوضاً عن إنجاز العمل المطلوب. وشدد على أهمية كتابة قائمة، بعد كل اجتماع، تتضمن الأعمال المطلوبة من كل موظف، ثم المباشرة في تنفيذها للحصول على وقت إضافي للراحة من العمل.