روى بعض من شهدوا الزلزال الذي ضرب الأكويلا الايطالية، في السادس من نيسان (أبريل)، الزلزلة على النحو الذي خبروه وأصابهم. فقالت فرانشيسكا باريسه (19 سنة)، وهي طالبة في مدرسة تجارة، وكانت تقيم في وسط أكويلا: «بعد الهزات الأولى، نزلت لأنام في السيارة. وحين وقعت الهزة الأقوى، سمعت ما حولي ينهار ويتداعى. فغطيت رأسي بيدي وساعدي، وحاولت الغرق في الداخل والتلاشي فيه، والبقاء حيث أنا. وتملكني الخوف من أن أرى المبنى وقد تهدم على أهلي وطمرهم. وفجأة، خرجت من السيارة وركضت لأكلم أهلي على التلفون الداخلي. وقلت في سري: هذا ليس عدلاً ولا محتملاً. وفي اللحظة هذه، خرج أبي مسرعاً ومعه الكلب». وروت تشينزيا (23 سنة)، طالبة علوم الغابات، ومقيمة بكاسينتينو، وهي قرية بعيدة بضعة كيلومترات عن مركز الزلزلة: «لم أدرك ما حصل حين حصوله. فأنا سمعت الأشياء حولي تسقط. جهاز التلفزيون، الكتب، الثريا المتدلية من السقف. لم أقوَ على الوقوف، واجتاحني رعب لا قرار له. فبقيت في مكاني الى آخر الزلزلة، وفجأة نهضت وهربت. لم أحمل شيئاً معي، نظاراتي وحدها. فأنا لا أرى شيئاً من دونها، وهي شرط بقائي. سمعت أهلي في الجهة الأخرى من الشقة، وحاولت مع أختي فتح الأبواب. ولأول مرة في حياتي فكرت في الموت، وأنا عاجزة عن وصف احساسي هذا. إنها العتمة التامة حولي، ولكنها العتمة التامة داخلي». وأخبر دانييليه لاغليا (34 سنة)، سائق حافلة، مقيم بقرية فيلاسان انجيلو التي قتل فيها 17 شخصاً: «الهرب والخروج واللوذ بملجأ، لم أفكر بغير هذا. لم أبصر شيئاً، العتمة تخيم على المكان، لا يثبت شيء في محله بينما تمر تحت البيت طاقة هائلة. والمباني تتمايل، وتكاد تلمس الارض. لبست صندلي، وخطفت سترة. وفكرت في أمي النائمة في الحجرة الأخرى. لم يمسسها أذى. فنزلت أبحث عن مصباح اضاءة في الطبقة السفلية، وعن معول ورفش. وركضت صوب الركام لعلني أساعد من هم تحته». وقال خالد (19 سنة) وهو عربي اسرائيلي يدرس طب الاسنان في الأكويلا: «ركضت خارجاً فرأيت اجزاء من المنزل تنهار وتتساقط، وقررت أن أرجع الى الداخل وآخذ جواز سفري وهاتفي النقال (الخليوي). حاول الجيران منعي، ولكنني عزمت على مغادرة الأكويلا، ولا سبيل الى هذا من غير جواز سفري. ونجحت في أخذ الاثنين من غير أن أصاب، وتركت ما عداهما». وتذكرت غابربيلا يونيسكو (45 سنة)، رومانية متزوجة من سيرافينو، 50 عاماً، عامل صف طباعي: «استيقظت مذعورة على الجلبة والضجيج، على رغم كرتي الشمع اللتين أسد بهما أذني لتفادي شخير سيرافينو. وفي السرير، في اثناء جزء من ثانية رأيت طيف أمي، المتوفاة في 2003، كانت أمام منزلها. ثم رأيت سيرافينو يصيح في. ولما وقفت، مررت من غرفة الى أخرى، من المطبخ الى الحجرة، ومن الحجرة الى المطبخ. وأنا أدرك أن علي الخروج، ولكني سجينة دائرة. وأخيراً، دفعني سيرافينو، فخرجت في قميص النوم وبابوجي البيت. قطتنا عيناها صفراوتان وضخمتان». جمعها اريك، جوزف، «ليبراسيون» الفرنسية 12/4/2009 إعداد و. ش.