طهران، موسكو، واشنطن، باريس - أ ب، رويترز، أ ف ب، وكالة «إرنا» - اتهم رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علي لاريجاني أمس، الاستخبارات الإسرائيلية والأميركية بالتورط في اغتيال مسعود علي محمدي أستاذ الفيزياء النووية في جامعة طهران الثلثاء الماضي. وقال خلال جلسة للبرلمان: «تلقينا خلال الأيام الماضية معلومات شديدة الوضوح مفادها أن استخبارات النظام الصهيوني تسعى بمساعدة سي آي إي، الى تنفيذ عمليات إرهابية في طهران». وأضاف: «ربما كانوا يعتقدون أن في إمكانهم استغلال بعض الصراعات الداخلية (بين النظام والمعارضة)، لتنفيذ أعمال مماثلة بغية إثارة قلق الأكاديميين وتسديد ضربة الى برنامج البحوث النووية». وزاد: «بعد ساعات، تبنت مجموعة ملكية لا تتمتع بأي صدقية وتعمل بحماية سي آي إي، هذا العمل الإرهابي. ربما اعتقدت سي آي إي والنظام الصهيوني أن في إمكانهما من خلال هذا التبني، التعمية على حقيقة منفذ الهجوم». وكانت مجموعة «تاكافران توندار» المؤيدة للملكية في إيران، تبنت عملية الاغتيال قبل ان تعود وتنفي أي علاقة لها بها، مؤكدة ان التبني الذي نُشر على موقعها الإلكتروني ما هو إلا مؤامرة نفذها النظام». وشدد لاريجاني على ان «الأعداء لن يجنوا شيئاً من اغتيال العلماء النوويين»، مؤكداً ان «الشعب الإيراني يدافع بقوة عن إنجازاته النووية». وحمل رئيس البرلمان بشدة على الرئيس الأميركي باراك أوباما، معتبراً ان «شعاره الداعي الى التغيير، لم يبقَ منه سوى صورة قديمة لداعية حرب وإرهابي». ورأى ان الجريمة تشكل «فضيحة جديدة لأوباما»، متسائلاً: «كيف يمكنكم إيواء هذه المجموعة الإرهابية في الولاياتالمتحدة، وأنتم تدّعون منذ سنوات مكافحة الإرهاب وفرضتم حروباً عدة على المنطقة تحت هذا الستار؟». واعتبر ان الحزبين الديموقراطي والجمهوري في الولاياتالمتحدة، «اتفقا ضد إيران». وعلّق لاريجاني على تصريح لوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قالت فيه ان الدول الست المعنية بالملف النووي الإيراني ستجتمع نهاية الأسبوع الحالي لمناقشة إمكان فرض عقوبات «ذكية» على «مجموعة صغيرة نسبياً من المقررين» في طهران. وقال ان «الذكاء المفرط يسيل من هذه المرأة، ويظهر مدى معرفتها بالشعب الإيراني. وأقول للأميركيين: واصلوا هذا النهج وستواجهون رداً صاعقاً من هذا الشعب». في موسكو، اعتبر سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي أن «الحديث عن فرض عقوبات إضافية محددة على إيران، سابق لأوانه». وذكّر بأن «العقوبات لم تكن يوماً علاجاً حاسماً». في غضون ذلك، قال الناطق باسم الخارجية الأميركية غودرن دوغويد ان الاجتماع الذي تعقده الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) في نيويورك بعد غد السبت لمناقشة الملف النووي الإيراني، يشكل «بداية آلية. سنجري تقويماً». وشدد على أن الملف النووي الإيراني «قضية ملحة، لكن ينبغي عدم تناولها في شكل متسرع». في باريس، أعلن الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو ان اجتماع نيويورك سيكون مناسبة «لإجراء تقويم معمق للوضع وللنتائج الواجب استخلاصها». وقال ان «المقاربة التي طالما اعتمدتها الدول الست، تقوم على الحوار والحزم».