أظهرت رسائل إلكترونية نشرتها الخارجية الأميركية أمس، معاناة هيلاري كلينتون للتكيّف مع إدارة الرئيس باراك أوباما، بعد تعيينها وزيرة للخارجية عام 2009. الرسائل ال1925 المنقحة من أي معلومة مهمة أو سرية، تعود إلى الأشهر الأولى لتسلّم كلينتون منصبها، وهي بين نحو 30 ألف رسالة سلّمتها كلينتون للخارجية الأميركية أواخر العام الماضي، وصدر أمر قضائي بنشرها على دفعات. وشاب جدل حول الرسائل الإلكترونية لكلينتون، بداية حملتها للفوز بترشيح الحزب الديموقراطي لخوض انتخابات الرئاسة المرتقبة عام 2016، بعدما أقرّت بأنها كانت تستخدم حسابها الشخصي، لا الحساب الرسمي الخاص بالخارجية الأميركية، خلال مهماتها الرسمية بين عامَي 2009 و2013. وكانت هيلاري تمنّت نشر الرسائل، بعدما بررت استخدامها حسابها الشخصي بأسباب تقنية. لكن يُرجّح أن يسعى خصومها الجمهوريون إلى استغلال أي مسألة قد يعتبرونها «سلبية» في الرسائل، لعرقلة دخولها البيت الأبيض. وتوضح الرسائل كيف كانت كلينتون، أثناء الأشهر الأولى لتوليها منصبها، تتوجّه لحضور اجتماع، لتكتشف أنه ألغي، وقلقها في شأن الوقت المتاح لها مع أوباما الذي انتزع منها بطاقة ترشيح الحزب الديموقراطي في الانتخابات، علماً أن علاقة عمل ودية نشأت بينهما في نهاية المطاف، خلال السنوات الأربع التي أمضتها وزيرة للخارجية. وفي رسالة لمساعدَين في 8 حزيران (يونيو) 2009، بدت كلينتون غير واثقة مما إذا كان البيت الأبيض عقد اجتماعاً للحكومة، وإن كان عليها الحضور أم لا. وكتبت: «سمعت في الإذاعة أن هناك اجتماعاً للحكومة هذا الصباح. هل هناك (اجتماع)؟ وهل يمكنني الحضور؟ وإذا لم أحضر مَن سنرسل»؟ وردّ عليها مسؤول في الوزارة بأن اجتماع الحكومة مُنعقد، ولكنه ليس اجتماعاً كاملاً للحكومة عليها حضوره. كما كشفت الرسائل الالكترونية أن الصديق القديم لهيلاري، سيدني بلومنتال، وهو مستشار غير رسمي تعود علاقته بعائلة كلينتون إلى عهد الرئيس السابق بيل كلينتون، أدى دوراً نشطاً في محاولته تشكيل الأشهر الأولى لشغل كلينتون منصبها، وكان يعطيها نصائح تفصيلية عن قضايا تراوحت من السياسة البريطانية إلى أفغانستان وإيران، على رغم أنه لم يكن موظفاً في الإدارة الأميركية. وأظهرت الرسائل أن بلومنتال قدّم لهيلاري معلومات متعلقة بقضايا حساسة منذ العام 2009، بما في ذلك أداؤه دور الوسيط بين كلينتون ورئيس الوزراء البريطاني السابق غوردون براون، في شأن عملية السلام في إرلندا الشمالية. ويسعى جمهوريون في الكونغرس إلى تسليط الضوء على تأثير بلومنتال في السياسة التي انتهجتها هيلاري إزاء ليبيا بعد سقوط العقيد معمر القذافي. وأوردت صحيفة «نيويورك تايمز» أن مساعدي أوباما منعوا توظيف بلومنتال في الخارجية، بسبب مشاعر سلبية عالقة لدوره في نصح هيلاري خلال منافستها الرئيس الأميركي لنيل ترشيح الحزب الديموقراطي لانتخابات الرئاسة عام 2008.