أصبح من المستحيل التركيز على كرة القدم في بطولة امم افريقيا بعد الاعتداء المسلح على منتخب توغو، التي انسحبت في ما بعد بطلب من رئيس جمهوريتها، لكن عملاق منتخب كوت ديفوار ديدييه دروغبا يعمل المستحيل من اجل الترويج للبطولة. كان مدرب توغو هوبرت فيلود من الاصوات التي طالبت بإلغاء البطولة اثر الاعتداء المذكور الذي خلف عدداً من القتلى، وعلى رغم ذلك فان مهاجم فريق تشلسي الانكليزي دروغبا يؤكد ان اللحظة حانت امام العائلة الافريقية من اجل عدم ترك انغولا بمفردها في الظلام. دروغبا من الاشخاص الذين يعتقدون ان كأس امم افريقيا الحالية تأتي قبل اشهر قليلة من الاستضافة التاريخية لنهائيات كأس العالم التي ستقام في جنوب افريقيا علماً بان «الفيل الايفواري» يواصل وعوده بأن بلاده ستضع نفسها على خريطة الكرة العالمية، ويقول: «لدى العالم فكرة عن افريقيا وهي ليست جيدة، لذا علينا أن نضع أنفسنا على خريطة الكرة العالمية». ويتابع بحسرة: «يعتقدون اننا خلف كل العالم من الناحيتين الاقتصادية والرياضية لكن هذا العام لدينا فرصة لنجعل هذه النظرية تختلف، نعرف ان هناك العديد من المشكلات في افريقيا ولنجعل كأس العالم 2010 فرصة هائلة لقارتنا لأنه سيضعها على الخريطة الرياضية بقوة، ونأمل ان تكون امم افريقيا الحالية اختباراً مهماً لكأس العالم المقبلة». وعن قدرات منتخب بلاده يقول: «جميع اعضاء المنتخب الايفواري يأملون ان يكتبوا التاريخ في جنوب افريقيا، ليكونوا اول فريق افريقي يحرز كأس العالم، وقارة أفريقيا الآن تملك لاعبين عالميين ويتألقون على اعلى مستوى في اللعبة، اضافة الى الخبرة الكافية والموهبة وكوت ديفوار على رأس هؤلاء». وقال: «تخيلوا كيف سيكون وضع جمهورنا وكل جماهير افريقيا في حال احرزنا اللقب العالمي، دون شك ستكون واحدة من اعظم اللحظات الرياضية، واللاعبون سيكونوا الابطال الذين حولوا الحلم الى حقيقة، وهذه فرصة حياتنا الوحيدة، لكن قبل الحديث عن كأس العالم يجب ان نكون في افضل احوالنا الآن في امم افريقيا». دروغبا ومنتخب بلاده كالعادة على قمة الترشيحات لإحراز اللقب لوجود كم هائل من النجوم مثل سالومون كالو (تشلسي) وايمانويل ايبويه (ارسنال) ويايا توريه (برشلونة) وشقيقه حبيب كولو توريه (مانشستر سيتي)، وهؤلاء يشكلون عمقاً هائلاً من المواهب، لكن هذا الجيل فقد الفرصة مرتين لتأكيد الزعامة الافريقية في اخر بطولتين وامام منتخب مصر البطل في النسختين الاخيرتين بالتحديد حيث خسر قبل عامين في نصف النهائي وفي نهائي 2006 بركلات الترجيح، كما مضى 18 عاماً منذ ان تذوق منتخب «الافيال» الفوز باللقب لآخر مرة، في حين ان القرعة وضعت دروغبا وفريقه في مجموعة قوية، وهو يستعد لمواجهة منتخب غانا الهائل في الجولة الثانية في البطولة بعد التعادل المخيب مع بوركينا فاسو، «القرعة لم تكن سهلة بالنسبة الينا في هذه البطولة وايضاً في كأس العالم، لقد انسحبت توغو وعلينا مواجهة غانا الآن، وفي كأس العالم لدينا البرازيل والبرتغال في المجموعة، ما يعني اننا يجب ان نبدأ بقوة اذا اردنا الذهاب بعيداً لكني اشعر بتفاؤل على رغم هذه المجموعات». يؤكد دروغبا ان شعب كوت ديفوار يستحق الفرح لأنه قد لا يملك الكثير على عكسنا نحن من اللاعبين، لذا انها مهمة جيدة من اجل اسعاد هؤلاء، «قد لا يفهم الكثير من جماهير تشلسي لماذا نضطر الى الذهاب في كانون الثاني (يناير) كل عامين، لكننا لا يمكن ان نخذل بلادنا». اما عن الاعتداء على توغو، فيبدي دروغبا حزنه، لكنه متفائل بأن هذه الحادثة لن تؤثر في صورة القارة الافريقية.