دمشق - أ ف ب - استضافت دار الأوبرا السورية العرض المسرحي الغنائي «واسطة العقد» الذي تدور أحداثه في مدينة القدس، بالتعاون مع «اللجنة الوطنية الفلسطينية العليا لاحتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية 2009». وتروي مسرحية «واسطة العقد» التي وضع ألحانها الموسيقار الفلسطيني حسين نازك حكاية شاب يعمل لدى أبيه رسام الأيقونات في سوق الدباغة في القدس. وهو يكتشف أيقونة لم يرها من قبل تصور فتاة سجينة في برج عالٍ، وهي تلقي بمناديلها البيضاء التي تتحول الى لقالق، من دون ان يستجيب احد الى رسائل استغاثاتها تلك. هكذا تجري الحكاية بين الواقع والمتخيل، فكأنما يدخل الشاب في الصورة، يحاول ان ينقذ الفتاة، التي لا تتحرر الا باستعادة عقدها المنفرط الذي تتوزع كل لؤلؤة فيه الى جهة، لكن العقد مرصود ولا يستعاد بسهولة. يمضي الشاب في رحلة البحث عن العقد، ويسلحه الراوي (يؤدي دوره الممثل زيناتي قدسية) بثلاثة أشياء، لعل الكاتب والمخرج محمد عمر أرادها رموزاً تلخص الهوية الفلسطينية. ثلاثة أشياء هي حزام كان يرتديه القائد الفلسطيني عبدالقادر الحسيني، وهذا سيمنحه الشجاعة والطاقة الخلاقة، الى جانب كتاب لخليل طوطح حول التربية والتعليم، وهذا سيحول، بحسب المسرحية، رغباته الى أجنحة يحلق بها الى هدفه، ومن ثم صنارة المفكر الفلسطيني إدوارد سعيد. ينجح الشاب في التغلب على «الأشرار»، ويفك الرصد عن حبات اللؤلؤ، التي يجمعها من مدن الجوار النائمة، ولكن حين يصل الى أسيرة البرج سيكتشف ان العقد لا يكتمل ولا يجتمع الا بلؤلؤة هي واسطة العقد، وهي هنا مدينة القدس. الملحن حسين نازك، المعروف بأغنياته الحماسية المعتمدة على التراث الشعبي الفلسطيني، التي شاعت أوائل الثمانينات، نفى رداً على سؤال: «ان تكون ألحان «واسطة العقد» تخلت عن الأخذ من التراث الفلسطيني». وأوضح ان «هناك أغنية «جنة الأرض» التي عملناها على لحن «يا ظلام السجن خيم»، وكذلك تجد في لوازم الكورال ترنيمة عيد الفصح عند طائفة الروم الأرثوذكس في القدس، وفي غيرها». لكن نازك يعترف بأن ألحانه «لم تعد شعبية أو فلاحية، فالأحداث تجري في القدس، لا في ريف من أرياف فلسطين، فلأهل القدس فولكلورهم الذي يختلف عن فولكلور الريف»، خصوصاً ان العائلة التي نحن أمامها هي عائلة مسيحية». وإذا كان العرض قدم نفسه على انه عرض راقص (من تصميم محمد عودة ومحمد عيسى)، فإن أحد الموسيقيين الحضور علق على أداء الرقص قائلاً: «لم تستطع الفرقة الهرب من أجواء فرقة إنانا»، ذلك أن بعض أعضاء الفرقة عمل طويلاً مع الفرقة السورية المعروفة. ويضيف الموسيقي: «لكنني أعجبت بالموسيقى والتوزيع، لن تجد جملاً موسيقية مكررة، وغالباً لن تجد ان نازك يكرر نفسه، لا في العرض، ولا يكرر من أعمال سابقة». لكن الممثل يوسف مقبل قال: «كانت الألحان متشابهة»، مضيفاً: «عرض متواضع جداً، ونفذ بلا خيال، حتى لباس الرقص غير مشغول، ومن يتحمل المسؤولية هو الإخراج». واعتبر مقبل ان دور «الراوي ليس ضرورياً هنا، وما يمكن ان يقوله يجب أن نراه بصرياً على الخشبة». أمّا المخرج ثامر العربيد، فقال: «العرض ثقيل الإيقاع، ورتيب، والإخراج غائب، ليس هناك استخدام لخشبة المسرح، ولا تحريك للديكور». وحضر عرض افتتاح «واسطة العقد» وزير الثقافة السوري رياض نعسان آغا ووفد من الأراضي الفلسطينية برئاسة رئيس ديوان الرئاسة الفلسطينية ورئيس اللجنة العليا لاحتفالية القدس رفيق الحسيني ومفتي القدس.