نفت حركة «حماس» أمس تصريحات وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أن يكون قاتل الجندي المصري أحمد شعبان فلسطينياً، أو أن يكون رئيس الحكومة المقالة اسماعيل هنية طلب زيارة مصر للاعتذار عن مقتله. ووصف القيادي في حركة «حماس» النائب الدكتور صلاح البردويل تصريح أبو الغيط بأن مصر تعرف الشخصين اللذين أطلقا النار على الجندي المصري، بأنه «أمر غريب وكأنه يقدم حكم مسبق، أو أن هناك علاقة بين مقتل الجندي المصري وبين الطرف الفلسطيني». وقال البردويل: «أكدنا سابقاً أن شعبنا ومقاومينا والشرطة الفلسطينية يسخرون كل قواهم لمواجهة العدو الصهيوني فقط، ولم تكن (الشرطة) يوماً من الأيام عدواً للشعب المصري أو مصر. ولذلك غريب أن نُتهم بأن لدينا قتلة، هذا تشويه للصورة وأمر غير مقبول». وأضاف: «طالبنا من اليوم الأول الحكومتين المصرية والفلسطينية التحقيق في هذا الحادث لمعرفة قاتل الجندي وقاتل الأطفال الفلسطينيين الذي تسبب في عاهة مستديمة لهم، ونحن في انتظار هذا الطلب ان يتحقق، وعندها الأمور تستقر وتعود لمجاريها». وكان أبو الغيط قال إن مصر تعرف أسماء قتلة الجندي وستطلب من «حماس» اعتقالهم. كما طالب الحركة بعدم استفزاز إسرائيل باطلاق الصواريخ على أراضيها. ورداً على تصريحات أبو الغيط، قال البردويل إن «الكيان الصهيوني هو الذي يستهدف الشعب الفلسطيني»، مضيفاً أن «عدد الشهداء الذين سقطوا في قطاع غزة بنيران الاحتلال وقذائفه خلال الأسبوع المنصرم يزيد عن 16 شهيداً». وشدد على أن «الاحتلال لا يحتاج أي مبرر فآلته الحربية تعودت على الجرائم في حق الشعب الفلسطيني وهذا ليس جديداً عليه». وأبدى استغرابه من تصريحات أبو الغيط «غير المبررة»، وقال إن «حماس حركة مقاومة تهدف الى تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني وهي حركة ملتزمة بقواعد اللعبة العسكرية وتفهم طبيعة العدو الصهيوني وقوته». واعتبر أنه «لا داعي للحديث عن أنها تستفز الكيان الصهيوني للقيام بجرائمه، فهو مجرم لا ينتظر من أحد ان يعطيه الإشارة للإجرام، وعرفته كل الشعوب العربية، وبخاصة الشعب المصري، فيما اقترفت يده في حق الجنود المصريين والأطفال في ستينات وسبعينات» القرن الماضي. من جهة أخرى، نفى البردويل أن يكون رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية تقدم بطلب إلى زيارة القاهرة. وأوضح أن «الدعوة كانت واضحة وهي (عقد) لقاء مباشر بين مسؤولين من حماس ومسؤولين مصريين في هذا الإطار»، في اشارة إلى الدعوة التي وجهها هنية بعد مقتل الجندي مباشرة. وقال إن «هنية شخصياً أبلغ مصر بذلك عن طريق أحد وزرائه (..) وأن المقصود باللقاء ليس زيارة هنية الى مصر، لأن هذا ينطوي على تعقيدات سياسية كبيرة، تتعلق بالشرعية الفلسطينية، لا يريد إثارتها مع مصر». وأضاف أن «المقصود زيارة وفد من حماس الى القاهرة لطرح ما حدث على الحدود الفلسطينية من تداعيات، والبحث عن حل، عبر لجنة تحقيق مشتركة تخرج بتوصيات لضمان عدم تكرار هذه الأحداث، وإعادة العلاقات الطبيعية بين الطرفين الفلسطيني والمصري» الى سابق عهدها.