مع بداية العام الميلادي الجديد، عرضت قنوات فضائية مجموعة من المنجمين الذين استعرضوا توقعات لعام كامل من الأحداث والمناسبات، إضافة إلى تنبؤات الأبراج التي تستهوي الكثير من النساء، فيلازمن شاشات التلفزيون، للإطلاع على حظهن خلال العام المقبل. وتشير الاختصاصية في علم الفلك رباب القديحي إلى أن البعض وصل إلى «مرحلة الهوس» في ما يتعلق بالأبراج، وترى ان هذا «بدافع الفضول ومعرفة المستقبل، فنرى نساء يتابعن البرامج المتعلقة بها، التي تعرض مطلع كل عام ميلادي، والبعض الآخر يشتري الكتب التي يسطر فيها المنجمون أحداث عام كامل، بأفراحه ومآسيه، إضافة إلى استعراض الأبراج كل برج على حده، والبعض يكتب ما هو مُخصص للإناث، وأخرى للذكور». وشاركت القديحي، من خلال ركن جمعية الفلك في القطيف، خلال مشاركتها في مهرجان الدوخلة الذي أقيم قبل شهر، واستقبلت بعض الزوار الذين كانوا يسألون عن أبراجهم من تواريخ ميلادهم. وتقول: «الاهتمام بالأبراج ليس حصراً على فئة عمرية معينة، فكانت هناك أعمار مختلفة، صغاراً وكباراً، شباباً وأطفالاً، يحضرون إلى ركن الجمعية، رغبة في معرفة ما يحمله لهم العام المقبل، من مفاجآت، إلا أننا استطعنا استيعاب تلك الحالات، من خلال محاضرة ألقيت عن علم الفك، وأول سؤال تم طرحه على الحضور: إذا كانت الكويكبات والنجوم والأبراج مخلوقات، فكيف باستطاعتها التأثير على مخلوق آخر بهذا الشكل الذي يتم تصوره من البعض؟»، مضيفة ان «الأسئلة تتمحور حول الوظيفة والزواج، والبعض لا بد أن يلقي نظرة على برجه قبل الخروج من المنزل صباحاً، ويظل مقيداً بذلك طوال اليوم، في حال وجود تحذيرات». وتذكر موقفاً حصل مع سيدة سألتها عن برجها، تقول: «عندما أجبتها عنه وأنا اضحك، قالت إنه لا يتناسب مع برجها، لذلك لا يصلح أن نكون صديقات على أساس ما يقال عن الأبراج واختلافها، بين المائي والترابي الهوائي والناري»، مضيفة ان «كل تلك الصفات توجد في كل بني البشر»، كما تذكر موقفاً آخر «عندما كنت أدرس في الجامعة، كانت صديقاتي ينصحنني بعدم دخولي الاختبار، لأن حظي سيئ هذا الشهر، إلا أنني أقدمت على الاختبار، ونجحت فيه، ما سبب صدمة لهن»، مؤكدة ان ما يحدث هو «نوع من الإيحاء للنفس، نتيجة للإيمان بالبرج وما يقوله، وأنا على ثقة بأن كل ما يحدث للإنسان نتيجة لما يقوم به، فالأبراج والتنجيم أمر ليس مشروعاً، وقبول ما يقوله البرج يحظى بالتفاوت، فإن كان خيراً آمنوا، وإن كان شراً خففوا على أنفسهم بالقول إن إطلاعهم للتسلية ليس إلا»، وأضافت: «الكثير يسأال: إن كنا سنصدر كتباً عن الأبراج والحظ، وهم لا يفهمون حقيقة الفلك، فمتابعة الأبراج تكون لمتابعة فصول السنة». وعن طريقة تعاملها مع من يسأل عن برجه، قالت: «أقوم بإعطائهم ورقة منقوطة، ليتخيلوا ويرسموا ما يريدون، وما يجول في دواخلهم، وتختلف الرسومات، فكل شخص يرسم ما يجول في داخله، والإنسان الأول هو من صمم وربط بين النجوم، للتعايش مع الكون، وربط بين النجوم وبين حياته، لذلك هناك من عبدها منذ 2000 عام»، مؤكدة ان «الربط بين الأحداث التي تحدث للفرد وبين الأبراج شيء خاطئ، فكيف نربط بين ما يحدث لنا، وبين الأبراج، فعلى الإنسان أن يثق بالخالق، والأبراج ليست المنقذ، كما يعتقد البعض، فكل برج في كل موقع يعطيك معلومة، ولو كان علماً لما اختلفت الأبراج بين منجم وآخر، ولأصبحت المعلومات المُعطاة متطابقة». واختتمت القديحي «التقيت عدداً من المنجمين، وأكدوا أن باستطاعتهم استخراج صفات السيدة الجسمانية فقط، ويعتمدون فيها على الكوكب الطالع حال الولادة، فكل كوكب يعطي صفة جسمانية معينة مع الاعتماد إن كان وقت الولادة ليلاً أو نهاراً، فأين الذي نراه من ناحية الصفات والأحداث، وأكدوا بأن المحو والإثبات بيد الله، لكن النساء على استعداد للتصديق والإيمان بما يقولونه، ولكن الوهم يقود إلى مزيد من الوهم».