اختار «كبش الفداء» الذي وقع عليه الدور ليقوم بعملية انتحارية، أن يكون الجو طريقاً لتنقلاته، ربما ظناً منه أن ذلك سيضلل الأجهزة الأمنية ويسهّل وصوله إلى الأهداف التي يريد تحقيقها من دون ملاحقة. ولم تكن ساعات الانتظار أو طول المسافة أو ملامح الأطفال والمسنّين التي مرّ بها في ثلاث محطات مختلفة، أسباباً كافية لإقناع «الداعشي» فهد عبدالمحسن القباع بالتراجع عن مخططه الذي نفذه وراح إثره 27 قتيلاً و227 مصاباً. وذكر مصدر في السفارة السعودية في الكويت ل«الحياة» أن الإرهابي القباع، لم يقم بالعملية الانتحارية فور وصوله لمطار الكويت الدولي مباشرة، بل أمضى ما بين وصوله إلى المطار والقيام بالتفجير نحو عشر ساعات. وأكد أنه لم يسبق للسلطات الأمنية في السعودية القبض عليه في قضايا مرتبطة بالإرهاب، وإخضاعه للمناصحة، مشيراً إلى أنه أيضاً لم يشارك ضمن أي تنظيم إرهابي مسبق في سورية أو العراق، أو أيٍّ من أماكن الصراع. «الحياة» تتبعت مسيرة تنقلات القباع التي بدأت منذ مساء الخميس 26 حزيران (يونيو) الماضي، حينما اتجه إلى مطار الملك خالد الدولي في مدينة الرياض كي يحجز مقعداً فردياً يقله إلى مطار البحرين الدولي، الواقع في أطراف جزيرة المحرق، مثيراً بذلك عدداً من التساؤلات في شأن اختياره طريقة ال «ترانزيت» التي يقوم من خلالها المسافر بالنزول من الطائرة وإجراء فحص الأمتعة، وإرسالها إلى الطائرة التي ستأخذه إلى الوجهة الأخرى. واستغرقت الرحلة ساعة وعشر دقائق، من دون توقف في أية محطة. وحطّت في مطار البحرين الدولي تمام العاشرة والربع مساء الخميس، فيما ظل جالساً في مقاعد انتظار مطار المنامة الدولي لنحو ثلاث ساعات ونصف الساعة، وهو يفكر في الطريقة التي يصل بها إلى مسجد الإمام الصادق في منطقة الصوابر في مدينة الكويت، وتحديداً بعد توافد المصلين بعد النداء إلى إقامة صلاة الجمعة. وأطلقت إدارة مطار البحرين الدولي النداءات المتكررة للمسافرين لركوب الطائرة المتجهة إلى مطار الكويت الدولي، وذلك في الواحدة وعشر دقائق فجراً.