رشّح حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان أمس رسمياً زعيمه الرئيس عمر البشير إلى ولاية رئاسية جديدة بعد ساعات من تنحيه من قيادة الجيش وإحالة نفسه على التقاعد من المنصب العسكري الذي يتقلّده منذ استيلائه على السلطة قبل أكثر من 20 عاماً. وأودع الرئيس السابق عبدالرحمن سوار الذهب ونائب الرئيس في الحزب الحاكم علي عثمان طه وقيادات في الحزب وقوى صغيرة متحالفة معه لدى مفوضية الانتخابات وثائق ترشيح البشير بصورة رسمية في اليوم الأول لفتح باب الترشيح للانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي ستجري في نيسان (ابريل) المقبل. وقال سوار الذهب للصحافيين إنهم يتطلعون لانتخابات حرة ونزيهة بمشاركة جميع السودانيين يشهد عليها العالم أجمع. وأوضح رئيس البرلمان أحمد إبراهيم الطاهر أن ترشيح البشير جاء مسنوداً بتزكية 31.102 من الناخبين، وقال إن حملة ترشيح البشير تضم مجموعة من الأحزاب ورموزاً وطنية ورجال دين، مؤكداً جاهزية حزبه لخوض الانتخابات على المستويات كافة. وكان البشير قرر إعفاء نفسه من منصب القائد العام للجيش وأحال نفسه على التقاعد. وهو ظل قائداً للجيش منذ تسلمه السلطة في 30 حزيران (يونيو) 1989. ولا يسمح قانون الأحزاب السياسية لأفراد القوات الحكومية والقضاة والمستشارين القانونيين في وزارة العدل وقيادات الخدمة المدنية العليا والديبلوماسيين في الخارجية، بالمشاركة في عضوية أي حزب سياسي أو الانضمام إليه خلال فترة توليهم لمناصبهم. وقلل زعيم حزب المؤتمر الشعبي حسن الترابي من خطوة البشير، موضحاً أن الأخير فوّض مسبقاً مهماته العسكرية إلى وزير دفاعه، وتوقّع أن يعيّن شخصاً قريباً منه خلفاً له في المنصب. كما أعلن نائب رئيس الحزب الحاكم نافع علي نافع أمس أسماء مرشحيه إلى مناصب حكّام الولايات الشمالية ال 15، وغالبية المرشحين هم حكّام الولايات حالياً عدا ولايات الشمالية ونهر النيل والنيل الأبيض والقضارف وكسلا وشمال كردفان وجنوباقليم دارفور وغربه. وتقدّم رئيس حزب التقدم والعدالة الاجتماعية مختار عبيد مختار بطلب للترشيح للرئاسة، وطرح حزب الإصلاح الوطني القيادي في الحزب محمد الحسن الصوفي مرشحاً لرئاسة. وكان أكثر من عشرة أشخاص أعلنوا انهم سيترشحون للرئاسة أيضاً. وقال الأمين العام ل «الحركة الشعبية لتحرير السودان» باقان أموم في مؤتمر صحافي أمس في جوبا، عاصمة الجنوب، إن اجتماع المكتب السياسي للحركة المتوقع عقده غداً سيعلن أسماء مرشحي الحزب لكل مستويات الانتخابات. وحض أموم جميع أعضاء حركته الذين تقدموا بطلباتهم للترشح على الالتزام بقرارات المكتب السياسي. أما أحزاب المعارضة فقالت إنها ستخوض الانتخابات بشرط تنفيذ عدد من الشروط المتعلقة بنزاهة وشفافية العملية الانتخابية. وقال القيادي في الحزب الشيوعي سليمان حامد إن أحزاب المعارضة ستنسحب من الانتخابات في أي مرحلة إذا لم تتحقق شروطها. وسيعقد زعماء المعارضة اجتماعاً غداً لتحديد موقفهم من المشاركة في الانتخابات من عدمها. ويرجّح أن تخوض أحزاب المعارضة المنافسة وتجري تنسيقاً في الانتخابات البرلمانية. من جهة أخرى، استدعت الخارجية السودانية القائم بالأعمال الأميركي في الخرطوم روبرت وايتهد وناقش معه وكيل الوزارة مطرف صدّيق ملابسات بيان السفارة الأميركية الذي حذّر من احتمال شن هجمات إرهابية على الرحلات بين جوبا عاصمة جنوب السودان والعاصمة الاوغندية كمبالا. وطلب السودان من واشنطن تبادل المعلومات عبر القنوات الرسمية. واتفق الطرفان على الوسيلة المثلى لمعالجة القضايا بتبادل المعلومات عبر القنوات المحددة لضمان معالجتها بأفضل السبل. على صعيد آخر، منحت المملكة العربية السعودية 63.75 مليون ريال لدعم الأوضاع الإنسانية في إقليم دارفور، وإنشاء مركزين للتدريب المهني في مدينتي كادوقلي والدمازين. وتم أمس توقيع مذكرتي تفاهم في مقر وزارة المال السودانية، بحسب وكالة الأنباء السعودية، بين الصندوق السعودي للتنمية وحكومة السودان، تقدم بموجبها المملكة منحتين بقيمة 63.75 مليون ريال لدعم إقليم دارفور، وذلك في حضور وزير المال السوداني الدكتور عوض احمد الجاز، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى الخرطوم محمد بن عباس الكلابي ومفوض العون الإنساني السوداني حسبو محمد عبدالرحمن.