لندن، لاهاي - «الحياة»، أ ف ب - أكدت لجنة تحقيق هولندية مستقلة أمس أن الاجتياح الاميركي للعراق في آذار (مارس) 2003 لم يكن مشروعاً في نظر القانون الدولي، فيما أكد مستشار رئيس الوزراء السابق توني بلير، اليستر كامبل امام لجنة تحقيق اخرى في لندن ان بلير بقي حتى اللحظة الأخيرة مع الحل الديبلوماسي وأن لديه «ميلاً فطرياً ليكون إلى جانب الأميركيين». وقال رئيس لجنة التحقيق في لاهاي ويليبرورد ديفيدس خلال مؤتمر صحافي ان اجتياح العراق «لم تكن مقومات شرعيته كافية». واعتبرت اللجنة في خلاصة تحقيقاتها ان «قرارات مجلس الأمن حول العراق في التسعينات لا تتضمن تفويضاً بتدخل اميركي-بريطاني». وشكلت هذه اللجنة في شباط (فبراير) 2009 بقرار من الحكومة الهولندية نتيجة الضغوط التي تعرضت لها من بعض الطبقة السياسية في البلاد التي شككت في مدى مشروعية الدعم الذي قدمته الحكومة للغزو الاميركي - البريطاني للعراق. وخلصت اللجنة إلى أنه لم يكن هناك «اي دليل» على ان هولندا قدمت «مساهمة عسكرية فعالة» خلال الغزو. لكنها ارسلت في تموز (يوليو) 2003 حوالى 1100 جندي الى جنوب العراق في اطار القوة المتعددة الجنسية وانتهت مهمتها في ربيع 2005. في لندن أعلن كامبل، امام لجنة التحقيق حول التدخل البريطاني في الحرب على العراق ان رئيس الوزراء السابق اعرب حتى النهاية عن امله في انتصار الحل الديبلوماسي وقال ان «توني بلير اعتقد الى حين التصويت (على مشاركة بريطانيا في تدخل عسكري داخل مجلس) العموم ان القضية قد تحل سلماً». وصوّت النواب البريطانيون لمصلحة التدخل العسكري في 18 آذار (مارس) 2003 في حين بدأت العملية العسكرية في 20 الشهر ذاته. وأشار كامبل الى ان بلير كان يأمل في التوصل، عبر الاممالمتحدة، الى تفكيك اسلحة الدمار الشامل التي اتهم العراق بامتلاكها، مشيراً الى ان «رئيس الوزراء قال بوضوح ان نزع اسلحة صدام حسين يجب ان يتم عبر الاممالمتحدة». وأضاف: «لكن عندما انسحب الفرنسيون (من المسيرة البريطانية - الاميركية)، في هذه اللحظة اصبح العمل العسكري الخيار الوحيد». ورأى ان توني بلير لم يتعهد امام الرئيس الاميركي السابق جورج بوش بالاسهام في تدخل عسكري اثناء لقائه به في كراوفورد (تكساس) في نيسان (ابريل) 2002، خلافاً لعدد كبير من الشهادات امام لجنة التحقيق. وقال ايضاً «ان ميل (بلير) الفطري كان يتجه الى انه ينبغي ان نكون الى جانب الاميركيين. هل هذا يعني انكم تضعون سياستكم لتتوافق مع سياستهم؟ كلا». وأضاف: «لا اشاطر التحليل الذي يقول انه كان هناك تعديل اساسي في التوجه السياسي لرئيس الوزراء في كراوفورد»، مشدداً على ان بوش لم يكن قد تطرق الى التدخل العسكري في تلك المرحلة بعد، الا انه كشف ان «فريقاً صغيراً جداً» داخل مركز القيادة الاميركية في تامبا (فلوريدا) «كان يدرس الخيار العسكري». وأضاف: «احاول ان اوضح لكم ان الاطار لم يكن كما لو ان جورج بوش يقول لتوني بلير هيّا، تعال يا توني نشن الحرب. لم يكن الامر على هذا النحو على الاطلاق». لكن بلير اعتبر مع مرور الوقت انه اذا رفض صدام حسين تدمير اسلحة الدمار الشامل لديه، فإنه لن يكون من الممكن تفادي المواجهة. وقال كامبل: «لم يتحرك وفقاً لما كان يأمله جورج بوش. كانت قناعته الحقيقية انه تنبغي مواجهة العراق بسبب تحديه المتواصل للامم المتحدة».