برلين - أ ف ب - تشهد مقاهي الأطفال في ألمانيا ازدهاراً كمكان بديل عن الساحات المغطاة بالثلوج ودور الحضانة، حيث امتلأت صالاتها هذا الشتاء في برلين. فلم تعد سيندي زينسر (35 سنة) تنتظر زوجها في المنزل برفقة طفلتها ساعات كي يعود من العمل. اعتادت ارتياد مقهى «سبيلزيمر» (قاعة ألعاب) من أجل «الاسترخاء وتناول القهوة» فضلاً عن «قضاء جزء من فصل الشتاء» فيما ابنتها ليلي تتنقل داخل لعبة متاهة القصر القابلة للنفخ والموضوعة في الصالة الخلفية للمقهى ذي الطراز الأنيق القديم. الى طاولة مجاورة تجلس انتيي ماير (34 سنة) تقرأ صحيفتها. وتقول هذه الزبونة الوفية التي رفعت الكلفة بينها وبين مديرة المقهى: «لا أرغب في ادخال طفلي الذي يبلغ سنتين ونصف الى دار حضانة فيما يمكنه اللعب هنا مع أطفال آخرين، إضافة الى ذلك كل المنتجات المقدمة هنا طبيعية». من جهتها تقول جوليا ولترز: «إن المقهى يشكل بديلاً عن ساحات اللعب خلال الشتاء لا سيما انه يخفف من الفوضى داخل المنزل بما أننا نتواجد في شكل دائم ضمن مجموعة». ويتجاوز عدد مقاهي الأطفال «كيندركافيه» في العاصمة الألمانية 15 مقهى ويقع نصفها في شارع برينزلوبيرغ العصري في برلين. بيد انه يوجد مقاه تستقبل «الآباء الجدد». ويلقى مقهى «بابالادين» وهو أول مقهى مخصص للآباء في ألمانيا إقبالاً كبيراً. وتخيم على المكان نفح رجولية حيث ألعاب «البايبي فوت» وحلبة سيارات فضلاً عن ألعاب رمي الأسهم تشكل جزءاً من أجواء المقهى. وحصل مقهى «بابالادين» على تنويه في العام 2009 من الحكومة الألمانية والأوساط المختصة لطابعه الابتكاري. وهو لا يكتفي بتقديم القهوة للآباء بل يعرض الدروس والنصح والرحلات مع الأطفال. داخل هذه المقاهي يجد الأطفال صناديق مليئة بالألعاب ومكتبات وضعت في زوايا في إطار مريح وهادئ فضلاً عن طاولات لتغيير حفاضات الأطفال وكراس عالية للأكل، الى مأكولات خاصة للأطفال ومشروبات غير كحولية، والأهم أن التدخين ممنوع. وجهزت كل مقاهي «كيندر كافيه» لاستقبال الصغار.