سيكون ملعب ألتو دا شيلا في مدينة (لوبانغو) الأنغولية مسرحاً لمباريات المجموعة الرابعة في بطولة الأمم الأفريقية لكرة القدم التي تنطلق اليوم (الأربعاء) بمواجهتين صعبتين، إذ تلتقي الكاميرون مع الغابون وتونس مع زامبيا. وبات على المنتخبات الكبرى رفع شعار «الحذر مطلوب» بعد سقوط الجزائر أمام مالاوي المغمورة صفر -3 في المجموعة الأولى والتعادل المفاجئ في المجموعة الثانية لكوت ديفوار مع بوركينا فاسو سلباً. وعلى رغم المتاعب والصعاب التي واجهها الكاميرون المعروف بمنتخب «الأسود غير المروضة» قبل تأمين بطاقة التأهل لنهائيات كأس العالم 2010، إلا أنه يتصدر قائمة المرشحين للقب، فمنذ الهزيمة في نهائي «غانا 2008» أمام مصر كان طريق الكاميرون مليئاً بالأشواك والمعوقات إذ اكتفت بنقطة يتيمة من أول مباراتين بمرحلة التصفيات النهائية المؤهلة إلى المونديال الأفريقي، ما استدعى الاتحاد الكاميروني إلى التخلي عن خدمات المدرب الفني الألماني أوتو بفيستر وتعويضه بالمدير الفني السابق لنادي ليون الفرنسي المحنك بول لوجوين الذي قاد الفريق إلى 4 انتصارات متتالية صاحبتها عروض فنية راقية. وتزخر التشكيلة الحالية للكاميرون بترسانة من النجوم المتألقة في أبرز الدوريات الأوروبية، إذ يأتي مهاجم إنتر ميلان الإيطالي وهداف البطولتين الماضيتين وأحد المرشحين بقوة للفوز بلقب أحسن لاعب أفريقي لعام 2009 القائد الجديد صامويل إيتو على رأس القائمة، وتعد البطولة الحالية هي المشاركة السادسة لإيتو في نهائيات كأس الأمم، أما مدافع طرازون سبور التركي المخضرم ريجوبير سونغ فسيشارك للمرة الثامنة في نهائيات أفريقيا وهو رقم قياسي للنجم البالغ من العمر 33 عاماً، فيما تتمثل روح الجيل الجديد من النجوم الشابة الصاعدة في ألكسندر سونغ (أرسنال الإنكليزي) وستيفان مبيا (مارسيليا الفرنسي) و إينواه إيونغ (أياكس الهولندي) وآشلي ويبو(مايوركا الإسباني)، وجين ماكون(ليون الفرنسي) ومعهم الحارس كارلوس كاميني (إسبانيول الإسباني) . وقد أفصح لوجوين عن أهدافه في «أنغولا 2010» إذ أكد عزمه على قيادة «الأسود» لمعانقة اللقب الأفريقي من جديد: «لا يمكن القول أن البطولة ستكون بمثابة اختبار لقدراتنا قبل خوض كأس العالم، إنها بطولة يجب أن نتعامل معها بكل طموح، ذلك أننا نسعى لترك انطباع جيد والذهاب إلى أبعد نقطة ممكنة في المنافسات ولم لا الفوز باللقب». من جهته، لم يكن المنتخب الغابوني الغائب عن نهائيات الأمم الأفريقية منذ عام 2000 مرشحاً للوصول إلى «أنغولا 2010» ولكنه فاق التوقعات بتأهله على حساب المنتخب المغربي بل نافس بقوة على بطاقة التأهل للمونديال التي خطفتها الكاميرون. ونجح المدير الفني الفرنسي ألان غيريس في الاستقرار على توليفة من اللاعبين تمكنت من الفوز على المغرب ذهاباً 2-1 في الدارالبيضاء، وإياباً 3-1 في ليبرفيل ليحرم «أسود أطلس» من الظهور القاري. واعتمد غيريس على الهيكل القائم للمنتخب الملقب ب «الفهود السوداء» لدى تسلمه المهمة إلا أنه قام باستدعاء المهاجم الصاعد بيير إميريك أوباميانغ (20 عاماً) والذي تأقلم مع الفرق سريعاً وسجل أحد هدفي الفوز في المغرب ليعلن نفسه نجماً للمستقبل في بلاده. ويبرز في تشكيلة الغابون بجور أوباميانغ الذي يلعب لفريق ليل الفرنسي وشقيقه لاعب أوبن البلجيكي ويلي، ويعتبر مهاجم هال سيتي الإنكليزي المخضرم دانييل كوزان مصدر الخبرة بجانب لاعب وسط ظفار العماني سيدريك موبامبا الذي مثل بلاده في أكثر من 40 مباراة دولية. وعلى رغم ظهوره 3 مرات في البطولة الأفريقية، إلا أن منتخب الغابون لم يبلغ ربع النهائي سوى في نسخة 1996 في جنوب أفريقيا حين استفاد من اقتصار مجموعته على 3 فرق بعد انسحاب نيجيريا، قبل أن يودع البطولة على يد تونس بركلات الترجيح. تونس وتعويض إخفاق المونديال خلال العقد الماضي كان المنتخب التونسي ضمن أفضل منتخبات أفريقيا، وتأهل إلى نهائيات كأس العالم 2002 في كوريا واليابان و2006 في ألمانيا. وفي تصفيات مونديال جنوب أفريقيا 2010 كان « نسور قرطاج»الأقرب للتأهل عن المجموعة الأفريقية الثانية، ولكن الهزيمة في آخر مباراة أمام موزمبيق منحت بطاقة التأهل إلى نيجيريا في سيناريو درامي أدى لإقالة المدرب البرتغالي أومبرتو كويلي، ولضيق الوقت المتبقي قبل «أنغولا 2010» استعان الاتحاد التونسي بخدمات المدرب المحلي فوزي البنزرتي الذي يأمل بتحقيق اللقب الثاني لمنتخب بلاده الذي لم يتوج به إلا مرة واحدة 2004. وبدأ البنزرتي مهمته بتجديد الدماء والدفع في القائمة النهائية ببعض العناصر الشابة واللاعبين المحليين المميزين، وبالنسبة إلى المحترفين بالخارج اعتمد على مجموعة مميزة مثل المدافع كريم حقي (هانوفر الألماني) ولاعب الوسط شوقي بن سعادة (نيس الفرنسي) وزميله بالفريق ذاته المهاجم عصام جمعة وأمين الشرميطي (الاتحاد السعودي)، فيما تم استبعاد لاعب وسط فالنسيان الفرنسي فهيد بن خلف الله بعدما رفض اللاعب قبول الدعوة للانضمام للمنتخب بحسب ما أعلن الاتحاد التونسي. من جهته، فشل المنتخب الزامبي المعروف بلقب «تشيبولوبولو» أو «الرصاصات النحاسية» في تدوين اسمه ضمن سجل الأبطال على مدار 26 بطولة، إذ يصنف من منتخبات الصف الثاني في أفريقيا، وشهدت أول مشاركة للفريق في النهائيات مفاجأة حقيقية، إذ أحرز المركز الثاني بعد نهائي مثير أمام زائير في بطولة 1974. وكان المركز الثاني من نصيب الفريق أيضاً في بطولة 1994 في تونس بعد أشهر قليلة من واقعة مثيرة ومؤسفة أودت بحياة معظم أفراده عندما تحطمت الطائرة التي تقل الفريق على سواحل الغابون، وعلى رغم هذه المأساة نجح الفريق الجديد بقيادة المهاجم الشهير كالوشا بواليا في الوصول إلى المباراة النهائية، ولكنه سقط في النهائي أمام المنتخب النيجيري. وكان مقرراً أن تنظم زامبيا نهائيات بطولة عام 1988 لكنها انسحبت من التنظيم لتستضيف المغرب البطولة وتنسحب زامبيا من المشاركة في النهائيات، وبعد الخروج من الدور الأول في آخر نسختين يسعى المنتخب الزامبي لتجاوز الدور الأول والمنافسة على اللقب في البطولة الجديدة في أنغولا، وشقّ الفريق مسيرته بنجاح في المرحلة الأولى من التصفيات، إذ تصدر مجموعته برصيد 7 نقاط وبفارق نقطة واحدة أمام نظيره التوغولي ليتأهل الفريقان إلى المرحلة النهائية من التصفيات.