ندّد مجلس الوزراء السعودي في جلسته أمس برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بقصر اليمامة في الرياض بالتصعيد الواضح من قبل السلطات الإسرائيلية في سياسة الاستيطان، مؤكداً أن هذا التصعيد يشكّل عقبة رئيسية أمام استئناف عملية السلام. وأكد خادم الحرمين الشريفين أن الاتصالات واللقاءات والمشاورات والرسائل التي جرت الأسبوع الماضي مع ملوك وأمراء ورؤساء الدول العربية تأتي في إطار التشاور والعمل على توحيد الصف لتحقيق المصالح العربية. وشدّد على ضرورة تكثيف الجهود نحو التسوية العادلة والشاملة لعملية السلام في المنطقة، وأهمية الدفع بالجهود نحو التسوية العادلة والشاملة للنزاع المفضية إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. (راجع ص2) في غضون ذلك، اعرب الرئيس السوري بشار الاسد ووزير الخارجية الايراني منوشهر متقي عن املهما في ان تشكل الانتخابات البرلمانية المقبلة في العراق «نقطة انطلاق نحو إرساء الاستقرار والامن» فيه، كما اكدا على «اهمية تحقيق وحدة الصف الفلسطيني». في غضون ذلك، افاد ناطق رئاسي ان الاسد شدد خلال ترؤسه اجتماعاً للقيادة المركزية ل «الجبهة الوطنية التقدمية» امس على «ضرورة بذل كل الطاقات من اجل دعم نضال الشعب الفلسطيني وتحقيق وحدته كسبيل لنيل حقوقه المشروعة وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس»، كما تحدث عن «الظروف الصعبة التي يعيشها اليمن الشقيق»، مؤكدا «وقوف سورية مع وحدته واستقراره من دون اي املاءات او تدخل خارجي». وكان الاسد استقبل متقي امس بحضور معاون نائب الرئيس محمد ناصيف ووزير الخارجية وليد المعلم ومعاونه احمد عرنوس. واوضح الناطق الرئاسي ان اللقاء تناول «العلاقات الوثيقة التي تربط سورية وإيران والرغبة المشتركة في مواصلة تمتينها وتوسيع آفاقها في المجالات كافة، وأهمية استمرار التشاور والتنسيق بين البلدين بما يخدم مصالحهما ومصالح دول المنطقة وشعوبها». وزاد انه جرى «بحث المستجدات على الصعيدين الاقليمي والدولي وضرورة تكثيف الجهود عربياً وإسلامياً ودولياً من أجل وضع حد لمعاناة الفلسطينيين في قطاع غزة عبر رفع الحصار الخانق المفروض على القطاع، كما تم التأكيد على أهمية تحقيق وحدة الصف الفلسطيني». وعن الاوضاع في العراق، افاد الناطق ان الاسد ومتقي «اعربا عن أملهما في أن تشكل الانتخابات المقبلة نقطة انطلاق نحو إرساء الاستقرار والأمن في العراق ووحدة الشعب العراقي لأن من شأن ذلك أن ينعكس إيجاباً على مستقبل العراق ودول المنطقة عموما». وصرح متقي في مقر السفارة الايرانية بأن لقاءه الاسد كان «شاملا وكاملا وبناء ومفيدا، بحثنا فيه العلاقات بين البلدين والخطوات الجديدة وارتقاء التعاون بين البلدين». وزاد: «لحسن الحظ هناك التعاون الاقتصادي بين البلدين في مجالات الصناعة، وهناك خطوات جيدة حتى الان في مجال انتقال التكنولوجيا. كما بحثنا التحضيرات لالغاء التأشيرات بين مواطني البلدين على اساس لقاء سابق بين الرئيسين (الاسد ونظيره الايراني محمود احمدي نجاد). ونأمل خلال الشهر المقبل في تبادل الوثائق في هذا المجال وان نوقع هذه المستندات المهمة». وتابع متقي ان اللقاء تناول ايضا «التحولات في المنطقة بعد الانتخابات اللبنانية والظروف الجديدة (في لبنان)، والقضية الفلسطينية والقلق الجدي الذي يكمن في هذا المجال لان اسرائيل مصدر تهديد في المنطقة»، مشيراً الى ان المحادثات تضمنت «التأكيد على ضرورة استعادة حقوق الفلسطينيين كاملة»، إضافة الى «بحثنا الأزمات الأخرى في المنطقة في أفغانستان وباكستان والعراق والانتخابات المقبلة» فيه. واجرى متقى محادثات مع المعلم، واقتصرت لقاءاته الاخرى على وفد «حزب الله» برئاسة المعاون السياسي حسين الحاج خليل والأمين العام لحركة «الجهاد الاسلامي» رمضان عبد الله شلح، باعتبار ان رئيس المكتب السياسي ل «حماس» خالد مشعل يقوم على رأس وفد من الحركة بجولة خليجية تشمل الامارات وعمان والكويت، على ان ينتقل الى موسكو لاحقا. وقال نائب زعيم «الجهاد» زياد نخالة ل «الحياة» ان لقاء وفد الحركة مع متقي تناول الاوضاع الفلسطينية وسبل رفع الحصار عن غزة، اذ جدد الجانب الايراني «استمرار الدعم للشعب الفلسطيني لنيل حريته». واشار الى ان الجانب الفلسطيني تحدث عن «انسداد الأفق السياسي بسبب الموقف الاسرائيلي»، مشددا على الاتفاق خلال على اللقاء على ضرورة بذل كل الجهود لتحقيق المصالحة الفلسطينية. الى ذلك، افاد الناطق ان الاسد استعرض خلال ترؤسه اجتماعاً للقيادة المركزية ل «الجبهة الوطنية التقدمية» امس «الانجازات التي حققتها سورية خلال المرحلة الماضية والصعوبات التي واجهتها، وتحدث عن اهم التطورات السياسية الراهنة وما يشهد الواقع الاقليمي من حراك سياسي مفتوح على الاحتمالات المختلفة»، لافتا الى ان الاسد «اكد تمسك سورية بثوابتها القومية والوطنية وحرصها على دعم صمود الشعب العربي في مواجهة محاولات النيل من استقلاله وسيادته».