طالب رئيس مجلس العلاقات الخارجية الأميركية ليزلي غلب الرئيس الأميركي باراك أوباما بإظهار تشدد خارجي أكبر لاحتواء تأثيرات الاعتداء الفاشل الذي استهدف طائرة ركاب أميركية خلال رحلة من امستردام الى ديترويت في 25 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، وكذلك تداعيات الهجوم الانتحاري الذي نفذه الأردني همام أبو ملال البلوي في قاعدة عسكرية أميركية في خوست شرق أفغانستان في 31 الشهر الماضي، والذي أسفر عن مقتل 7 من عملاء وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي). وأشار غلب الى أن إدارة اوباما مطالبة بالابتعاد عن «السذاجة في مواجهة متطلبات الأمن القومي»، علماً ان الرئيس الاميركي وعد بعد الاعتداء الفاشل على الطائرة بمراجعة تحرك «سي آي أي»، مؤكداً ان الولاياتالمتحدة «في حال حرب». لكن مسؤولين وخبراء كثيرين انتقدوا عدم قطع الرئيس إجازته في هاواي بعد محاولة التفجير في ديترويت مفضلاً «تناول مثلجات والسباحة» في الجزيرة. وأعاد حادثا ديترويت وخوست تصوير الجمهوريين باعتبارهم يتفوقون على الديموقراطيين في موضوع الأمن القومي والدفاع عن الولاياتالمتحدة، ما يهدد اوباما بمواجهة مصير الرئيس الديموقراطي السابق جيمي كارتر العام 1979، حين أدى فشله في التعامل مع أزمة الرهائن الأميركيين في إيران الى خسارته أمام منافسه الجمهوري رونالد ريغان في الانتخابات، وضياع حظوظه في ولاية ثانية. وكشف استطلاع للرأي أعدته مؤسسة «بيو» انخفاض شعبية أوباما تسع نقاط في موضوع السياسة الخارجية والأمن القومي، وصولاً الى 50 في المئة، علماً أن شعبية الرئيس السابق جورج بوش ارتفعت من 50 الى 90 في المئة بعد اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001. في الأردن، أكد عمر مهدي زيدان وفاة شقيقه محمود مهدي زيدان الملقب ب «أبو منصور الشامي»، وهو مرافق مصطفى ابو اليزيد القائد الميداني لتنظيم «القاعدة» الذي قتل في غارة للطيران الأميركي على منطقة اسماعيل خيل القبلية الباكستانية (شمال غرب) السبت الماضي. ولم تستطع عائلة زيدان تأكيد علاقة محمود مع البلوي منفذ العملية الانتحارية في خوست، لكن الاثنين عملا معاً بصفة كاتبين في مجلة «طلائع خرسان». وعمل الشامي في إذاعة «طالبان» قبل سقوط كابول نهاية العام 2001 ، ثم قاتل الى جانب الحركة في إقليم وزيرستان القبلي (شمال غرب باكستان). وفي ألمانيا، أفادت مجلة «در شبيغل» بأن «سي آي أي» فكرت في أعقاب اعتداءات 11 أيلول بخطف أشخاص يشتبه في انتمائهم الى تنظيم «القاعدة» في ألمانيا من دون علم سلطاتها، لكن عملاء الوكالة هناك رفضوا تنفيذ عمل مماثل في بلد «صديق» ينتشر فيه جنود أميركيون. وكانت مجلة «فانيتي فير» الأميركية أكدت في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، ان موظفين في شركة أمن أميركية خاصة تعمل لحساب «سي آي أي»، خططوا لاعتداء ضد مأمون داركزنلي، رجل الأعمال الألماني السوري الأصل المقيم في هامبورغ (شمال) المشتبه في تمويله «القاعدة»، لكن الشركة لم تنفذ الخطة.