تحدى عشرات الفلسطينيين قوات الاحتلال الاسرائيلي، ودخلوا سلماً المنطقة الأمنية العازلة على الحدود الشمالية لقطاع غزة، في محاكاة للاحتجاجات السلمية التي ينظمها فلسطينيون ضد جدار الفصل العنصري في قريتي نعلين وبلعين في الضفة الغربية. وتقدم الفلسطينيون، يرافقهم أربعة أجانب، في مسيرة سلمية الى داخل المنطقة العازلة، واقتربوا من معبر بيت حانون (ايرز)، المنفذ الشمالي للقطاع الذي تتحكم فيه قوات الاحتلال، وذلك لايصال رسالة لسلطات الاحتلال مفادها كسر قرار إقامة المنطقة العازلة. ورفع الفلسطينيون أعلام فلسطين ورددوا هتافات مناهضة للاحتلال، من بينها «رغم الجوع والدمار ... شعبي صامد ما بينهار»، و«اسمع اسمع يا محتل ... شعبي صامد ما بينذل»، و«يسقط يسقط الجدار والعزل والقرار»، و«يسقط الاحتلال والقبضة الحديد». وجاءت المسيرة بمبادرة من المبادرة المحلية (متطوعون من أجل الخدمة الإنسانية والمجتمعية) في بلدة بيت حانون التي لها حدود شرقية وشمالية مع اسرائيل، تحت شعار «بالمقاومة الشعبية نتحدى سوياً قرارات الاحتلال الإسرائيلي». وقال منسق المبادرة المحلية صابر الزعانين ل «الحياة» إن «فكرة المسيرة ولدت المسيرة في أعقاب القاء طائرات حربية إسرائيلية قبل أيام قليلة مناشير حذرت بقتل كل فلسطيني يقترب من الحدود مع الأراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 1948 لمسافة أقل من 300 متر». وأضاف أن «المبادرة تنوي تنظيم فعاليات مماثلة يوم الاثنين من كل اسبوع، وفي أماكن مختلفة من الحدود». ولم تطلق قوات الاحتلال، كعادتها في مثل هذه الحالات، النار على المحتجين على رغم تهديدها في المناشير بقتل كل من يخرق قرارها ويقترب من السياج الفاصل، لكن سيارات عسكرية وجنوداً تحركوا في المواقع المختلفة تأهباً وتحسباً لأي طارئ. وأمام أعين جنود الاحتلال، عبر الزعانين أمام المتظاهرين المحتجين والمنددين بسياسة الاحتلال عن رفض القرار، وقال: «نقف هنا على بعد أمتار مما يسمى معبر ايريز والجدار، هنا حيث أراد الاحتلال اقامة المنطقة العازلة، نقف بصدور عارية وبعزيمة الشباب الفلسطينيين والمتضامنين مع شعبنا، متحدين قرارات الاحتلال». وأضاف: «نجحنا سوياً في كسر القرار ودخلنا ما يسمى المنطقة العازلة لأننا نؤمن بعدالة قضيتنا، لأننا أصحاب الحق التاريخي في فلسطين... نقف مقابل أبراج القتل والموت حيث يتحصن جنود الاحتلال، لا نهاب رصاصهم الحاقد، وسنرفع صوتنا عالياً ليسمع هؤلاء القتلة وقادتهم: يسقط يسقط الاحتلال والعزل والجدار». وأشار الى أن الهدف من المسيرة «توجيه رسائل عدة، الأولى للاحتلال تؤكد مضي المتطوعين قدماً في المقاومة الشعبية وتحدي ورفض سياسته العنصرية وقراراته». ولفت الى أن الرسالة الثانية موجهة الى المجتمع الدولي والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، ومفادها: «كفاكم صمتاً، كفاكم تخاذلاً، آن الأوان لتتحركوا من أجل توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، آن الأوان لإنصافه بإقامة دولته المستقلة وفق قرارات الشرعية الدولية». وقال إن الرسالة الثالثة موجهة الى الشعب الفلسطيني والفصائل والقوى المجتمعية ومؤسسات المجتمع الأهلي، ومفادها: «لا خيار أمامنا سوى الوحدة والمقاومة، فلتتحد الجهود الفلسطينية في خندق الصمود والوحدة والمقاومة في وجه حكومة اليمين الإسرائيلي المتطرف». الى ذلك، أعلنت اللجنة الحكومية لكسر الحصار واستقبال الوفود أمس أن عدداً من السياسيين والفنانين المصريين سيشاركون في زيارة تضامنية إلى قطاع غزة الجمعة المقبل تضم 55 متضامناً، مضيفة انهم ينتظرون تأكيد السماح النهائي لهم بالدخول من السلطات المصرية. وقالت اللجنة في بيان صحافي إن الزيارة ينظمها كل من حزبي «العمل» و«الكرامة» وحركة «كفاية» تحت شعار: «لا للحصار ولا للجدار».