كشف مسؤول فلسطيني ل «الحياة» امس ان مصر تسعى الى عقد لقاء قمة ثلاثي يجمع الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس حسني مبارك، موضحاً ان المسؤولين المصريين عرضوا هذا الاقتراح على عباس في اللقاءات الأخيرة معه في شرم الشيخ، وان عباس وعد بدرس الاقتراح. وقال ان المسؤولين المصريين نقلوا الى الرئيس عباس تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي تحقيق تقدم سريع في العملية السلمية في حال العودة الى المفاوضات، ونقل عن مسؤول مصري قوله لعباس: «نتانياهو سيفاجئكم في خطواته». لكن المسؤول الفلسطيني أضاف ان عباس لم يبد اي حماسة للقاء نتانياهو او العودة الى المفاوضات معه لقناعته بأنه لا يرغب ولا يستطيع في الوقت نفسه تقديم ما وصفه ب «البضاعة المطلوبة» لإتمام اتفاق سلام. وقال المسؤول: «واضح للرئيس عباس ان نتانياهو يريد المراوغة وإضاعة الوقت واستخدام اللقاءات مع الجانب الفلسطيني لرفع الضغوط الدولية عنه». وأوضح ان عباس رفض رزمة اقتراحات اميركية لاستئناف المفاوضات لأنها لم تتضمن وقف الاستيطان وتحديد مرجعية لعملية السلام، مضيفاً ان الرزمة الأميركية تضمنت انسحاباً اسرائيلياً الى خط 28 أيلول (سبتمبر) عام 2000، وهي الخطوط التي كان الجيش الإسرائيلي موجوداً فيها خارج مناطق السلطة الفلسطينية، وانسحاباً من أجزاء من مناطق (ج)، وضمها الى مناطق السلطة، وإطلاق المئات من قدامى الأسرى. وأضاف ان عباس رحب بهذه الخطوات، لكنه أصر على ضرورة وقف الاستيطان وتحديد مرجعية عملية السلام قبل العودة الى المفاوضات، مشيراً الى ان لدى عباس والقيادة الفلسطينية مخاوف عميقة من نيات نتانياهو من وراء استئناف المفاوضات، خصوصاً نيته استخدام هذه المفاوضات غطاء لاستمكال خطته في تهويد القدس وجزء كبير من الضفة الغربية. وأضاف: «واضح لنا ان نتانياهو يسعى الى تحقيق خطة أرئيل شارون التي وضعها حينما كان زعيماً لحزب ليكود، والتي تقوم على منح الفلسطينين دولة على مساحة تتراوح بين 55 - 60 في المئة من مساحة الضفة وضم الباقي، خصوصاً مدينة القدس». وقال ان عباس ينتظر المبعوث الأميركي لعملية السلام جورج ميتشل الذي يصل الى المنطقة في الأيام المقبلة للاستماع منه الى اي اقتراحات لاستئناف المفاوضات، مؤكداً ان وقف الاستيطان سيكون المعيار الأساسي لقبول اي مقترحات جديدة. وأضاف: «الاستيطان هو الاختبار، فإذا كانت الإدارة الأميركية غير قادرة على إلزام اسرائيل وقف الاستيطان، فكيف لها ان تلزمها اعطاء الفلسطينيين دولة مستقلة على حدود عام 1967». وقال ان عباس لا يرى اي فائدة من المفاوضات، وهو يعتبر ان المفاوضات انتهت، وان الوقت حان لاتخاذ قرارات، وتحديد حدود الدولة الفلسطينية المستقلة».