أبدت وسائل الإعلام العبرية اهتماماً خاصاً بقرار رئيس «الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة» النائب العربي في الكنيست محمد بركة المشاركة في وفد برلماني إسرائيلي سيزور بعد أسبوعين معسكر الإبادة النازي أوشفيتس في بولندا في اليوم العالمي لإحياء ذكرى المحرقة (هولوكوست). وسيشارك بركة في «مسيرة الحياة» التي ستجري داخل المعسكر، لكن لن يشارك في بقية البرامج الأخرى. وفي تبريره موافقته المفاجئة على اقتراح رئيس الكنيست رؤوبين ريبلين (ليكود) له المشاركة في الوفد، قال بركة لصحيفة «معاريف»: «بالذات نحن الفلسطينيين، قادرون، بل يجب علينا الالتقاء مع ألم الشعب اليهودي ومع ذكرى الكارثة». وأضاف أن حزبه، الحزب الشيوعي الإسرائيلي، كان أول الأحزاب الإسرائيلية التي أقامت سنوياً احتفالاً ب «النصر على النازية»، وقال: «هذا يلتقي ومقاربتي بأنه من غير الممكن محاربة القمع والعنصرية في شكل انتقائي ... القمع والعنصرية والقتل التي حصلت إبان تلك الفترة الحالكة هي حدث يجب أن يكون محفوراً في الوعي الإنساني». وعن موقفه من إنكار الرئيس أحمدي نجاد «المحرقة»، قال إنه «أمر حقير، لا أحقر من ذلك ... وإذا كان هناك من يفعل ذلك تحت غطاء دعم الشعب الفلسطيني فإنه يمس بالشعب الفلسطيني أولاً. الالتقاء مع الألم اليهودي وضحايا الكارثة يمكن أن يشكل قاعدة أقوى للمطلب القاضي بالقضاء على آثام أخرى». كما رفض بركة محاولات «المقارنة التاريخية» التي تساوي بين ممارسات الجيش الإسرائيلي في المناطق الفلسطينية المحتلة وأفعال النازيين، وقال للصحيفة: «رأيي عن جرائم إسرائيل معروف ومسموع، لكن لا مجال للمقارنة التاريخية هذه. الأيديولوجيا النازية هي أيديولوجيا قتل وإجرام ويجب الوقوف بحزم ضد هذه الجرائم».