يستطيع مبتكرو مسلسل الكرتون الشهير «فلنستونز» Flinstons الابتهاج قليلاً، إذ يبدو أن خيالهم عن الإنسان البدائي الذي يظهره وكأنه نسخة قريبة من البشر راهناً، لم يكن بعيداً من الوقائع. ذلك ما توحي به دراسة أصدرها إختصاصيون في علم الآثار أخيراً، وأشارت الى أن الإنسان البدائي تمتع، قبل 750 ألف سنة، بنوع من السلوكيات تُقارن بما يظهر لدى البشر حاضراً. استند الفريق الى نتائج حفريات أجريت في المنخفض الممتد بين وادي الحولة في شمال فلسطينالمحتلة والبحر الميت. وعثروا على منزل بدائي، لكن أغراضه وأدواته كانت مُرتّبة بطريقة تدل الى وجود علاقة بين أمكنة الاحتفاظ بالأدوات والنشاطات المرتبطة بها، بما فيها تخصيص مكان للمدفأة. واعتبر العلماء أن هذا النمط من الترتيب يشير الى فهم مُنظّم لمكان العيش وفراغاته ومساحاته. ويرتبط ذلك الترتيب بنسق متقدم من التنظيم الاجتماعي، ومن التواصل المتقدم بين أعضاء تلك الجماعات البشرية. وسابقاً، ساد الظن بأن هذا النوع من الترتيب الاجتماعي لم يظهر إلا في مراحل متقدمة من تطوّر البشر. وغالباً ما اعتقد العلماء بأن هذا النوع من السلوك لم يظهر إلا في مراحل متأخرة من العصر الجليدي الأخير، الذي ابتدأ قبل ثلاثمئة ألف سنة وانتهى قبل عشرة آلاف سنة. وفي أوقات سابقة، لم يتمكن العلماء من العثور على أمكنة عيش فيها مكان مخصص للمدفأة إلا في حفريات ترجع الى قبل 250 ألف سنة. ونشرت هذه الدراسة في مجلة «ساينس» العلمية المتخصصة التي تنطق بلسان «الجمعية الأميركية لتقدم العلوم». وأوردت الدراسة أن ما عثر عليه في الموقع الأثري القريب من قرية «بنات يعقوب» يتضمن أدوات حجرية وعظام حيوانات ومجموعات من النباتات. وفي ذلك الموقع عينه، عثر فريق البحث على كميات كبيرة من بقايا عظام الأسماك، ما يعتبر أحد أقدم الأدلة على استهلاك الجماعات البشرية القديمة للأسماك. وشارك في البحث إختصاصيون في علوم الآثار والجماعات الإنسانية القديمة من جامعة «رتغرز» الأميركية و «معهد ماكس بلانك» الألماني. للمزيد من المعلومات، يمكن الرجوع الى موقع مجلة «ساينس» على الإنترنت «ساينس ماغ.أورغ» sciencemag.org