نفت جماعة «أنصار الشريعة» في بيان نشرته أمس، مقتل القيادي الجهادي الجزائري مختار بلمختار المرتبط بتنظيم القاعدة في غارة أميركية في شرق ليبيا ليل السبت الماضي، وفق ما أعلنت الحكومة الليبية المعترف بها دولياً. واكتفت واشنطن بتأكيد حصول الغارة وهدفها من دون أن تؤكد مقتل بلمختار، مشيرةً الى انها تواصل تقييم نتائج العملية. وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون): «لا نزال في حاجة للتأكد من أن بلمختار كان بالفعل في المبنى» الذي استُهدف بالقصف. ونعت أنصار الشريعة» في بيان أمس، مقتل 7 من عناصرها إثر غارة شنتها طائرات أميركية في مدينة اجدابيا الليبية (160 كيلومتراً غرب بنغازي) من دون أن تذكر بلمختار بينهم. وجاء في البيان «ننفي مقتل أي من الشخصيات غير التي ذكرناها من أبناء هذه البلاد في مطلع البيان». وأعلن «البنتاغون» في وقت سابق أنه استخدم في العملية في اجدابيا «طائرتين من نوع أف-15 سترايك ايغل مجهزتين بقنابل»، فضلاً عن طائرات استطلاع من دون طيار. ويرجح نفي «أنصار الشريعة» شكوك أجهزة الأمن الجزائرية التي أفادت بأنها لم تتلق أي معلومات «ذات صدقية» حول رواية استهداف بلمختار. وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند صرح أثناء زيارته الجزائر أول من أمس، بأن هناك «احتمالاً كبيراً جداً» أن يكون القيادي الجهادي الجزائري قُتل في غارة أميركية في ليبيا. ورداً على سؤال خلال مؤتمر صحافي، قال هولاند: «لا يمكنني تأكيد مقتله لكننا كنا نعلم من اجهزتنا الخاصة أنه كان في ليبيا». وأضاف: «هناك احتمال كبير جداً أن يكون قُتِل». من جهة أخرى، شدّد هولاند في الملف الأمني، على أن الجزائر كانت فعّالة منذ البداية في ملاحقة مرتكبي جريمة خطف واغتيال السائح الفرنسي ايرفيه غورديل، مشيراً إلى أن قوات الأمن الجزائرية نجحت في القضاء على غالبية مرتكبي الاعتداء إن لم يكن كلهم. وقال الرئيس الفرنسي رداً على سؤال حول الوضع الصحي للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الذي استقبله مساء أول من أمس: «عندما جلست إليه أعطاني انطباعاً بقدرة كبيرة على التمييز ومن النادر أن تقابل رئيس دولة بهذه الكفاءة». وأضاف أن بوتفليقة يتمتع بكل قدراته الذهنية والمشاورات معه «استمرت نحو ساعتين»، واصفاً إياها ب «الكثيفة والعالية الجودة». أما على الصعيد الجسدي، فقال هولاند إنه يصعب على نظيره الجزائري التنقل، مشدداً على أهمية خبرته في «تقديم حكمته لحل المشاكل في العالم». وانتقدت صحف جزائرية تصريح هولاند، معتبرةً أنه «قدم خدمة سياسية لمجموعة الرئيس في مقابل استثمارات». على الصعيد الاقتصادي، قال الرئيس الفرنسي إن الجانب الجزائري ركز خلال جولة المشاورات على تقوية الشراكة بين البلدين، موضحاً أن شركة «بيجو» بلغت مرحلة متقدمة من المفاوضات لإقامة مصنع لها في الجزائر على غرار مصنع «رونو» في وهران، الذي اعتبره «خير مثال للنجاح»، مضيفاً أن الجانب الفرنسي سيعمل لإنجاح هذا المشروع الجديد. وأشار إلى قرب العودة المرتقبة لشركة «توتال» الفرنسية إلى الجزائر لإقامة مشاريع جديدة في قطاع طاقة.