تخزّن إيران كميات من النفط الخام، تصل إلى نحو 40 مليون برميل، في ناقلات عملاقة راسية في البحر، ويبدو أنها تستعدّ لبيعها إذا أبرمت اتفاقاً نووياً بحلول نهاية الشهر الجاري. وفي الوقت الحاضر، تخزّن إيران كميات من النفط قبالة سواحلها، ومعظمها في ناقلات تابعة لشركة ناقلات النفط الوطنية الإيرانية. وقال المسؤول السابق في الشركة، مهدي فرضي، «أول شيء سيحاولون فعله، هو تفريغ كميات كبيرة من هذا المخزون (...) حذّر وزير النفط الإيراني منظمة أوبك بالفعل، قائلاً: أفسحوا مجالاً لنا (...) وبعبارة أخرى سنبيع هذا النفط بأي سعر». وأضاف فرضي، الذي يدير الآن شركة لاستشارات الطاقة في بريطانيا: «سيُضخّ المخزون العائم في السوق في أسرع وقت ممكن، بعد التوصّل إلى نوع من الاتفاق». وتسعى إيران إلى إفساح المجال أمام عودتها تدريجاً إلى سوق النفط، بعد سنوات من انخفاض صادراتها النفطية بنحو النصف، إلى مليون برميل يومياً نتيجة العقوبات الغربية. وقال المستشار الأول لأمن الإمدادات في «وكالة الطاقة السويدية»، سامويل سيزوك: «من المنطقي حقاً أن يسعوا جاهدين الى استعادة حصتهم في السوق، وأن يأملوا في خروج المنتجين الأعلى كلفة بوتيرة أسرع». وأظهرت بيانات وكالة «رويترز» لتتبّع السفن إضافة إلى مصادر ملاحية، أن إيران نشرت على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، 15 ناقلة نفطية كبيرة جداً على الأقل لتخزين الخام، ويستطيع كلّ منها حمل مليوني برميل. وأصدرت «إي إيه جبسون» للسمسرة في أعمال الناقلات في تقرير الأسبوع الماضي، تقريراً جاء فيه: «المخزون العائم من النفط الإيراني والبالغ نحو 38 مليون برميل والمخزون على الشاطئ، يمكن أن يزيد بسرعة إمدادات المعروض في السوق». وقدَّرت شركة «بوتين آند بارتنرز» أن 17 ناقلة عملاقة تستخدم في تخزين النفط الإيراني. وأفاد مصدر آخر يتتبع حركة السفن، بأن إيران تخزن ما يزيد عن 45 مليون برميل من الخام في 23 ناقلة، من بينها بضع سفن ليست جزءاً من أسطول شركة ناقلات النفط الوطنية. ولفت إلى أن هذا يأتي مقارنة ب25 مليون برميل كانت مخزنة في 12 أو 14 ناقلة قبل سنة، ما يُظهر حدوث زيادة كبيرة عما كان عليه المخزون في الوقت ذاته من العام الماضي. وأظهرت بيانات تتبّع السفن أن ناقلتين تابعتين لشركة «ناقلات النفط الإيرانية»، وهما «عنبر» و «نانسي» استعملتا في الأسابيع الأخيرة لتخزين النفط. وأظهرت البيانات أيضاً، أن من بين السفن غير التابعة للشركة والتي تستخدم في التخزين، الناقلة «دارياكاران» التي ترفع علم إيران. من ناحية أخرى، أعلن رئيس مجلس إدارة «المؤسسة الوطنية للنفط» في ليبيا، مصطفى صنع الله، أن طرابلس تنتج 432 ألف برميل يومياً. وقال أمام مؤتمر شركات النفط الوطنية، إن ليبيا تصدر نحو 350 ألف برميل يومياً. وأوضح أن المؤسسة تهدف إلى رفع الإنتاج بنحو 200 ألف برميل يومياً في الأسابيع المقبلة، مع سعيها إلى استعادة الإنتاج في حقول رئيسية. وأعلن أن «فينترشال» الألمانية تتطلّع الى شراء حصة في الأصول النفطية لشركة «أوكسيدنتال بتروليوم» في ليبيا. وأكد أن المؤسسة منحت الشركة الألمانية التابعة لمجموعة «باسف»، حق الاطلاع على معلومات فنية سرية بناء على طلب من «أوكسيدنتال». وأوضح أن ذلك لا يعني أن «أوكسيدنتال» تنظر في الخروج من نشاطاتها في ليبيا. وتابع: «قد يكون مشروعاً مشتركاً». إلى ذلك، ارتفعت أسعار الخام بعد بداية حذرة للأسبوع، مدعومة بتحذيرات من اقتراب عاصفة مدارية من ولاية تكساس المنتجة للنفط. وأصدر مركز الأعاصير الأميركي تحذيراً من عاصفة مدارية على ساحل تكساس أمس. وارتفع الخام الأميركي 63 سنتاً إلى 60.15 دولار للبرميل، ليظلّ في نطاق بين 57 و62 دولاراً. وارتفع «برنت» 29 سنتاً إلى 64.24 دولار للبرميل. ويُذكر أن أكثر من 45 في المئة من طاقة التكرير الأميركية، موجودة على ساحل خليج المكسيك، ونحو نصف طاقة معالجة الغاز الطبيعي في الولاياتالمتحدة. ويرى محللون أن احتمالات استمرار الاتجاه الصعودي محدودة بسبب تخمة المعروض.