بدأت وحدات من الجيش اللبناني وقوات الأممالمتحدة العاملة في جنوب لبنان مناورة مشتركة بالذخيرة الحية بواسطة المدفعية من عيار 155 ملم والأسلحة المتوسطة في منطقة الناقورة باتجاه البحر جنوب مدينة صور، وعلى بعد 2 كيلومتر من الحدود مع إسرائيل. وتشارك في المناورة التي تفقدها القائد العام ل «يونيفيل» الجنرال كلاوديو غراتسيانو وقائد منطقة جنوب الليطاني في الجيش اللبناني العميد الركن خليل المسن، وحدة التدخل السريع في «يونيفيل» من القوة الفرنسية والكتيبة 65 للمدفعية في الجيش اللبناني الى جانب القوتين البلجيكية والاسبانية، وتستمر خمسة أيام. وشهدت المنطقة الساحلية الجنوبية وعند الخط الأزرق دوريات مشتركة ومكثفة بين الجيش اللبناني وقوات «يونيفيل» مترافقة مع إجراءات أمنية مشددة، في وقت كثف الجيش الإسرائيلي من تحركاته ومراقبته لما يجري في الجانب اللبناني جواً وبراً، من خلال دوريات مؤللة على مقربة من الحدود ولطائرات استطلاع حلقت في أجواء منطقة الجليل المحتلة والمطلة على الأراضي اللبنانية. وتخللت المناورة رماية عسكرية بالذخيرة الحيّة قبالة ساحل الناقورة، وجرى التمهيد لها بإبعاد مراكب صيادي الأسماك من قبالة منطقة الناقورة. وأصدرت مديرية التوجيه في قيادة الجيش بياناً تحدثت فيه عن «التمادي الإسرائيلي في انتهاك السيادة اللبنانية والقرار 1701»، مشيرة الى خرق عدد من الطائرات الإسرائيلية أول من أمس، الأجواء اللبنانية. وكان الجنرال غراتسيانو اجتمع في القدسالمحتلة أول من أمس، مع المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية يوسي غال لمتابعة تنفيذ القرار 1701، وغداة اللقاء، أعلن ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان مايكل وليامز «أن لا موعد بعد للانسحاب الإسرائيلي من بلدة الغجر (المحتلة)»، لافتا الى «أن هذه القرية مهمة لأنها تدخل ضمن القرار 1701». وقال وليامز بعد زيارته وزير الدفاع الياس المر: «نحن ننسق مع الإسرائيليين للانسحاب من القسم الشمالي من الغجر ونعقد اجتماعات عدة في هذا الخصوص، وليس هناك من صيغة محددة للانسحاب الإسرائيلي من البلدة». ونقلت «وكالة الأنباء المركزية» عن مصادر مقربة من «يونيفيل» أن اجتماع غال وغراتسيانو «فشل في التوصل إلى صيغة في شأن انسحاب إسرائيل من الشطر الشمالي من القرية»، وكشفت «عن جولة أخرى من المحادثات بين الطرفين تعقد بعد أسبوعين». وكان غراتسيانو أكد في احتفال تكريمي له أقامه اتحاد بلديات قضاء صور «أن ولاية يونيفيل ما كانت ممكنة لولا تعاون اللبنانيين بعامة والجنوبيين بخاصة طوال السنوات»، ولفت الى انه يفكر «بالتحديات التي لا تزال بانتظارنا». وحضر الاحتفال ممثل قائد الجيش اللبناني قائد منطقة الجنوب العسكرية العميد الركن مارون خريش، ممثل المدير العام لقوى الأمن الداخلي قائد منطقة الجنوب الإقليمية العميد منذر الأيوبي، وشخصيات سياسية وديبلوماسية وروحية وعسكرية وبلدية. وقال غراتسيانو: «بعد ثلاث سنوات على صدور القرار 1701 تغيرت الأوضاع في شكل لافت. ولا شك في أننا ما كنا لننجح في تنفيذ كل نشاطاتنا على الأرض لخدمة السلام والأمن في جنوب لبنان لولا تعاون الجيش اللبناني الذي برهن مراراً على رغم الصعوبات احترامه والتزامه الكبيرين في تنفيذ هذا القرار»، وأمل غراتسيانو ب «إحلال السلام والاستقرار الدائمين في هذه المنطقة الجميلة من أجل أهلها الطيبين».