قالت وكالة الطاقة الدولية إن "التعهدات الحالية في خفض الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري ستؤدي على الأرجح الى ارتفاع درجة حرارة الأرض 2.6 درجة بحلول نهاية القرن". وتسعى دول العالم للتوصل إلى اتفاق لمكافحة تغير المناخ في كانون الأول (ديسمبر)، لكن الاجتماع الذي عقد الأسبوع الماضي في مدينة بون الألمانية انتهى دون تحقق تقدم كبير بشأن وضع سقف لارتفاع درجة الحرارة لا يتجاوز درجتين مئويتين. وخفض الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري أو ما يعرف باسم "البيوت الزجاجية" اعتباراً من العام 2020 التي اقترحتها الحكومات حتى الآن، لن تحقق على الأرجح هدف الدرجتين وهو سقف يقول العلماء إن "تجاوزه سيجعل العالم يعاني من فيضانات أشد وموجات جفاف وعواصف أقسى وارتفاع مستويات البحار". وتقول الوكالة التي تتخذ من العاصمة الفرنسية باريس مقراً لها، إنه "على رغم من أن هذه التعهدات تعد بداية طيبة إلا أن الحكومات بحاجة إلى تشديد سياساتها، وإلا سيسير العالم في طريق يؤدي في نهاية المطاف إلى زيادة في درجة الحرارة تصل الى 2.6 درجة مئوية بحلول العام 2100 و3.5 درجة بعد العام 2200. مما سيترجم فعلياً إلى متوسط زيادة في درجة الحرارة يصل إلى4.3 درجة في اليابسة بالنصف الشمالي من الكرة الأرضية، حيث يعيش معظم سكان العالم بل أكثر من هذا في مناطق الحضر. وقال كبير الاقتصاديين في الوكالة فاتح بيرول للصحافيين في لندن، إن "زيادة في درجة الحرارة بهذه النسبة ستتسبب في أن يشهد العالم أحوال طقس متطرفة وستتحمل إفريقيا العبء الأكبر، لكن ستحدث موجات حر في باريس على سبيل المثال كل عامين". وقالت الوكالة "لتفادي هذا يجب على الحكومات خلال المحادثات التي تجري بباريس في كانون الأول (ديسمبر)، أن تضع شروطاً حتى تصل الانبعاثات ذات الصلة بالطاقة إلى ذروتها في وقت مبكر حتى تبدأ في الانحسار، وعليها أن تعيد النظر في التزاماتها كل خمس سنوات وأن تترجم هدف الدرجتين المئويتين إلى هدف طويل المدى".