الكلمة في العنوان معناها عند السعوديين ان يطل المرء على شيء أو يقف، ويجوس عند شيء بغية الاستكشاف، أو الالتصاق بأناس لا يريدون، وهي تستخدم للنهي والترهيب أكثر من استخدامها للجذب والدعوة، وأكثر استخداماتها «لا نشوفك توطوط عند الباب»، او «فلان يوطوط عند باب علان»، كناية عن انه يحاول «التلزق فيه». ويبدو من نطقها ان لها علاقة صوتية بالفعل الممارس، كأن يكون المقصود احد اصوات الطيور التي تطل برأسها، او ربما طائر «الوطواط»، ويمكن التخمين انها اشتقت من الرجل يطأ بقدميه، لكن حس السخرية والاستنقاص فيها واضح وجلي. استحضرت الكلمة وأنا أرى الكثيرين «يوطوطون» حول اليمن الشقيق بمناسبة وغير مناسبة، وكثير منهم سبق ان «وطوط» عند دول أخرى فما جلبوا لها الا الدمار والدوران في حلقات مفرغة من التراشق السياسي والعسكري، والاختلال الاجتماعي، ولأني افضل دوماً حجب خبراتي السياسية لحين استضافتي «محلحلاً» سياسياً في أحد المؤتمرات من ذوات الدولارات وساعات الروليكس، فلن اعلق أكثر على هذا الموضوع ويكفي الخبراء ب«الموطوطين» هذه الاشارة. وباسقاط الكلمة الفعل على بعض ما حولنا، وجدت اعضاء شرف الاندية السعودية غير الفاعلين وغير الداعمين «يوطوطون» عند تحقيق الفريق للبطولات حتى يظهروا في الصورة، وهم يفعلون الشيء نفسه عند اخفاقات النادي في محاولة بائسة لانتزاع كرسي الرئاسة لصالحهم او لصالح مرشحهم الوحيد تاريخياً. الشباب يفعلون الشيء ذاته في المنتديات النسائية و «البناتية» على الشبكة العنكبوتية، واثناء بحثي عن الكلمة وجدت معظم تحذيرات عدم «الوطوطة» صادرة منهن وموجهة الى متطفلين من وجهة نظرهن. العقاريون أكثر قطاعات الأعمال تاثراً وشكوى من «الوطوطه» فهناك دوماً من «يرز» مكتبه او نفسه عند كل صفقة وهو لا يمت لها بصلة، وهناك من يعرض خدماته على من لا يطلبها او حتى يحتاج إليها من الاساس، ومشكلات الخلاف على السعي اصبحت أكثر من مشكلات الخلاف على المساهمات العقارية. الاعلام ايضاً ابتلي بهكذا نماذج، لكن المؤسسات المحترفة لديها لقاح ضد هذا الداء الذي اصبح ناجعاً الى حد كبير، والثقافة في مناحي كثيرة منها لديها «موطوطوها» الخاصين لاسيما عندما يتعلق الموضوع بابداعات المرأة، ووضع المرأة، والأخيرة وضعها على الخريطة الاجتماعية، وليس في قسم «القيصري» في احد «المقاصب» الأهلية. معظمنا «وطوط» عند سوق الاسهم، وهو ليس في العير ولا في النفير، غير متعظ من عواقب «وطوطته» عند المساهمات العقارية من قبلها، فاستحق ما حدث له، ويبقى السؤال يخص من بقي في نفوسهم شيء من «وطوطه»: أين يذهبون بأحلامهم؟. [email protected]