أطلقت وزارة الخارجية السعودية أمس، تحذيراً ضمنياً لرعاياها من السفر إلى إيران، محملة الحكومة الإيرانية مسؤولية الإسراع في الكشف عن نتائج التحقيق في حادثة التسمم التي أدت إلى وفاة أربعة أطفال سعوديين، وإصابة 29 مواطناً ومواطنة. وبالتزامن بدأت القنصلية السعودية في مشهد، إجراءات تحريك الدعوى القضائية، ضد فندق «التوحيد» الذي شهد حادثة التسمم مطلع الأسبوع الماضي، وتعويض المتضررين من الحادثة. وألمحت وزارة الخارجية في بيان أصدرته أمس، إلى «عدم الوضوح» من الجانب الإيراني، مشيرة إلى حال من «الغموض». ودعت الحكومة الإيرانية إلى «تحمل مسؤولياتها والإسراع بالكشف عن نتائج التحقيق بكل شفافية، وتأمين الحماية المطلوبة للمواطنين السعوديين في إيران». وقالت وزارة الخارجية: «بالنظر إلى ما تعرض له عدد من المواطنين السعوديين من تسمم مؤسف في مدينة مشهد بإيران، أدى إلى وفاة أربعة مواطنين، وإصابة وتضرر 29 مواطناً ومواطنة جراء ذلك»، لافتة إلى أن الموضوع «لا يزال رهن التحقيق، وعدم وضوح الظروف والملابسات الغامضة التي أحاطت به». ودعت الوزارة، المواطنين السعوديين المسافرين إلى إيران إلى «اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر، حفاظاً على أمنهم وسلامتهم وأسرهم من أي مكروه». فيما دعت الحكومة الإيرانية إلى «تحمل مسؤولياتها تجاه الإسراع في الكشف عن نتائج التحقيق بكل شفافية، وتقديم الرعاية الطبية للمصابين، وتأمين الحماية المطلوبة للمواطنين السعوديين في إيران». وفي مشهد، استعانت القنصلية السعودية بقانونيين لدرس أبعاد قضية التسمم وتحديد الخيارات المتاحة. فيما حصلت القنصلية على تفويض ذوي الأطفال المتوفين الأربعة، وكذلك المصابين والمصابات ال29 البقية، وبدأت الإجراءات القضائية ضد فندق «التوحيد»، الذي شهد حادثة التسمم، ومطالبته بتعويض المتضررين. فيما غادر كل المصابين في الحادثة المستشفى وعادوا إلى المملكة. وانتقدت القنصلية السعودية الجانب الإيراني لتأخره في تسليم ملف القضية، للوقوف على الجوانب الغامضة فيها، بما فيه التحاليل المخبرية وتحقيقات الشرطة والبحث الجنائي، مع المتهمين الخمسة الموقوفين على ذمة القضية (مدير الفندق وأربعة من العاملين فيه). يذكر أن 33 سعودياً ضمن قافلة مكونة من 60 شخصاً، تعرضوا قبل نحو عشرة أيام، إلى التسمم خلال وجودهم في فندق «التوحيد» بمدينة مشهد (شمال شرق إيران)، ونقلوا إلى أحد المستشفيات، وتوفى أربعة منهم. فيما تشافى الباقون وغادروا المستشفى. والمتوفون هم: حسن علي العوامي (ستة أشهر)، وحيدر علي قاسم المرهون (خمسة أعوام)، وحسن عبدالغني الفخر (ثلاثة أعوام) وشقيقته ديمة (13 عاماً). وتستقطب إيران عشرات الآلاف من السعوديين، قدرهم مسؤول إيراني في وقت سابق بنحو 50 ألفاً، وإن كان المتوقع أن الرقم يفوق هذا التقدير بكثير. فهناك عدد من الرحلات التي تنطلق يومياً من مطار الملك فهد الدولي بالدمام إلى مطار مشهد وطهران، وغالبيتها تنطلق مكتملة الحجوزات. ويقصد السعوديون إيران من أجل السياحة الدينية في مدينتي مشهد وإيران، أو السياحة العلاجية، وبخاصة في مدينتي أصفهان وشيراز، وكذلك السياحة الترفيهية في هذه المدن، وكذلك المدن المُطلة على بحر قزوين. وكانت الحكومة السعودية حظرت خلال فترة الحرب العراقية – الإيرانية وبعد توقفها بأعوام السفر إلى إيران، في أعقاب التوتر السياسي بين البلدين. إلا أنها سمحت لمواطنيها بالسفر في أعقاب التقارب بين الرياض وطهران منتصف تسعينات القرن الميلادي الماضي.