تتجه وزارة التربية والتعليم، إلى إيجاد «تربية مهنية» في مدارس المرحلة الثانوية، تكون بديلاً عن غياب مادة التربية الفنية في هذه المرحلة. وقال مدير إدارة النشاط الفني والمهني في الوزارة صالح العمري، في تصريح ل»الحياة»: «إن هناك توجها لتوفير ما يحتاجه الطالب من التربية الفنية في الثانوية. وقد بدأ العمل على ذلك في أكثر من مدرسة، منذ بدء مشروع تطوير المناهج، ووصولاً إلى مشروع «الملك عبدالله لتطوير التعليم». وأضاف «نأمل أن يتم إقرار التربية المهنية، ضمن نظام المقررات في المرحلة الثانوية». وشارك العمري، في فعاليات برنامج «تبادل معي الخبرة»، الذي أقامته الوزارة الأسبوع الماضي في الأحساء، بمشاركة 25 معلماً يمثلون عدد من المناطق التعليمية، هي: الجوف، وعسير، والقريات، وعنيزة، والخرج، والزلفي، والأحساء. وأوضح العمري، ل «الحياة»، أن هذه اللقاءات «تثري معارف المعلمين، وتسهم في تبادل الخبرات الفنية والتربوية، باعتبار التربية الفنية مادة تخصصية أساسية، وليست تكميلية، كما يظن البعض». وقال: «نسعى من خلال هذه الحلقات التربوية للوصول إلى أكبر فوائد ممكنة، في مجال نقل الخبرات التربوية الفنية، إلى معلمي المناطق والمحافظات التعليمية كافة. ونعمل على توثيق هذه اللقاءات، وتعميمها، ليستفيد منها المعلم والطالب». وحول المنهج الجديد للتربية الفنية، كشف أن «توزيع المناهج الجديدة وتطبيقها في المدارس، تم من دون التنسيق مع الإدارة العامة للنشاط». وقال: «كان من المأمول أن يكون هناك تنسيقاً مع النشاط الفني والمهني، لدراسة تلك المناهج، ومعرفة مدى ملاءمتها، مع وجود خطط النشاط وبرامجه». وأشار إلى أن هناك لجنة علمية مكونة من كادر أكاديمي من الجامعات، وبعض معلمي التربية الفنية والمختصين تعمل منذ ست سنوات، «لوضع منهج التربية الفنية الجديد للطالب والمعلم. كما يوجد توجه لتطبيقه، ومن ثم تقييمه». وتمنى أن يحقق هذا المنهج الجديد «الفائدة المرجوة مجال تدريس التربية الفنية». وعن مدى كفاية حصص التربية الفنية في الابتدائية والمتوسطة، أكد أن هناك «مطالبات بتكثيف تدريس المادة في المراحل الثلاث، خصوصاً في الابتدائية، وكذلك في الثانوية، لإكمال دور هذه الوسيلة التربوية الهامة في تكوين الشخصية المتكاملة للطالب، وإبراز قدراته، وتنمية مواهبه الفنية في الرسم والأشغال مع بقية المواد الدراسية الأخرى»، مشيراً إلى أن حصص التربية الفنية في الابتدائية والمتوسطة والوقت المخصص لتدريسها وفق المنهج الحالي «لا تكفي لسد احتياج الطالب، خصوصا في الابتدائية، غير أنه من خلال ما تقدمه برامج النشاط الفني داخل المدرسة وخارجها، يمكن أن يُعوض هذا النقص». وتمنى «تكثيف الحصص لطلبة التربية الخاصة وذوى الاحتياجات الخاصة في المراحل كافة، بالتعاون مع الأمانة العامة للتربية الخاصة». وأكد على «إعطاء طالب التربية الخاصة قدراً أكبر من التربية الفنية، من طريق الشكل، باعتبارها وسيلة تربوية أساسية لا بد أن تتوازن حصتها في خطة تدريس هذه الفئة مع وسيلتي اللفظ والرقم، ليتحقق الأثر التربوي السريع، ويدوم للطالب، باعتبار الطفل عموماً، يتعامل مع الخبرة المحسوسة والملموسة المباشرة. ومن خلال مادة التربية الفنية يمكن إكسابه الكثير من المهارات والمعارف، وتزويده بالخبرات، بدلا من تقديمها بالطرق التقليدية الجامدة، كحقائق علمية مجردة». بيد أنه أكد على «مراعاة شروط المنهج من المدى والتتابع، وتسلسل الخبرة والمهارة، وبما يتناسب واحتياج هذه الفئة من الطلبة من محتوى تعليمي في توازن مدروس ومقنن».