أعادت الآلاف من المدارس التي أُغلقت في كوريا الجنوبية لوقف تفشّي «متلازمة الشرق الأوسط التنفسية» (فيروس كورونا)، فتح أبوابها أمس، سعياً للعودة إلى الحياة الطبيعية بعد نحو أربعة أسابيع من التفشّي الذي بدأ يتراجع. وأعلنت وزارة الصحة أمس، «ظهور 5 حالات إصابة جديدة لترتفع إلى 150»، في تفشٍّ يُعدّ الأكبر خارج السعودية. وأوضحت أن «مريضاً بالوباء توفي، لتصبح الحالة ال16 «منذ بدء هذا التفشّي في أيار (مايو) الماضي. لكن عدد حالات الإصابة الجديدة تراجع بشدة عن المعدل اليومي، والذي بلغ 23 الأسبوع الماضي. وكانت منظمة الصحة العالمية اعتبرت أن هذا التراجع «يعني نجاح إجراءات السيطرة على المرض». واكتُشفت حالة الإصابة البشرية الأولى بفيروس «كورونا» عام 2012، وهو ينتمي إلى عائلة الفيروسات التاجية ذاتها، مثل التهاب الجهاز التنفسي الحاد (سارز)، ولا يتوافر له علاج أو لقاح. واكتُشف الفيروس في كوريا الجنوبية في 20 أيار الماضي، لدى رجل أعمال كان عاد من زيارة للشرق الأوسط، وانتشر عبر المستشفيات. وأثار ذلك مخاوف من تكرار تفشّي «سارز» الذي حدث عامي 2002 و2003، وبدأ في الصين وأودى بنحو 800 شخص في العالم. وامتنع مستشفى في دايجيون على بعد 140 كيلومتراً جنوب العاصمة سيول، عن استقبال أي مرضى جدد أمس، كإجراء وقائي، بعدما ثبت إصابة ممرض بالفيروس. وكان المستشفى بذلك، الخامس الذي يغلق أبوابه في شكل كامل أو جزئي. ويُعتقد أن كل حالات الإصابة في كوريا الجنوبية، التي وصفتها منظمة الصحة العالمية بأنها تفشٍّ «ضخم ومعقد»، لها صلة بالمستشفيات أو الخدمات المتّصلة بذلك، وتعود إلى رجل أعمال كان عاد من زيارة للشرق الأوسط. وظلّت نحو 440 مدرسة مغلقة أمس، مقارنة بما وصل إلى 2900 مدرسة الجمعة الماضي. ودعت رئيسة كوريا الجنوبية باك جون هاي، التي تأثرت شعبيّتها بسبب تعامل حكومتها مع التفشّي الفيروسي، المواطنين الى «العودة إلى حياتهم الطبيعية». وتوجّهت إلى مساعديها قائلة: «أطلب من مجتمع رجال الأعمال أيضاً، الاستمرار في نشاطات الاستثمار والإنتاج والإدارة في شكل طبيعي، والمساهمة تحديداً في ضمان ألا يمتنع المستهلكون عن إنفاق الأموال». وأفادت وزارة الصحة بأنها «ستضع نحو 4 آلاف شخص في الحجر الصحي، لاحتمال تعرّضهم للفيروس في مستشفى كبير في سيول، هو «مركز سامسونغ الطبي»، الذي علّق معظم خدماته أول من أمس، بعد وصفه ب «بؤرة انتشار الفيروس». وأعلن المركز، وهو مستشفى معروف في سيول، «تعليق كل عمليات الجراحة غير الطارئة»، موضحاً «عدم استقبال مرضى جدد للتركيز على وقف انتشار كورونا، بعدما نُسبت الى المستشفى أكثر من 70 إصابة بالفيروس».