تصدر مدافع الهلال الشاب محمد جحفلي المشهد الرياضي بعد هدفه المثير في نهائي كأس الملك في الرمق الأخير أمام الغريم التقليدي النصر، ما قاد فريقه في نهاية المطاف إلى ذهب البطولة، ولم تخلُ الصفحات الرياضية والبرامج التلفزيونية والإذاعية من اسمه في الأيام التي تلت النهائي الكبير، وبات سيد الموقف في أحاديث المجالس، والمادة الدسمة لوسائل التواصل الاجتماعي، فالجماهير الهلالية أتى لها جحفلي بفرصة ذهبية لرد الدين للجماهير الأخرى التي أسقطت على الهلال بعد خسارته لنهائي القارة أمام سيدني، وكذلك نهائي كأس ولي العهد لموسمين متتاليين أمام النصر والأهلي، خلاف خسارة الرهان في مسابقة الدوري. عشاق الكيان الأزرق أغدقوه بالثناء والإطراء، ونصّبوه باكراً بوصفه أحد أبطال الكتيبة الهلالية، كتبوا فيه القصائد، ووصفوه بصفات العباقرة، ورسموا له لوحات لم ترسم لأحد من قبله في مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات الزرقاء، ليس لتقديم الشكر لجحفلي فحسب، بل لاستفزاز جماهير الغريم التقليدي النصر، التي لم تدخر جهداً في النيل من الجمهور الأزرق بعد كل إخفاق أو خسارة في الموسمين الأخيرين. الشاب صاحب ال25 عاماً، لم يدر في خلده ولو للحظة وهو يوقع وثيقة انتقاله من صفوف الفيصلي للهلال، أنه على مشارف اقتحام المجد الهلالي من أوسع الأبواب، وأن اسمه سيدوّن بحروف من ذهب في الصفحات الزرقاء، بل وسينافس الهدف الشهير ل«أيقونة الهلال» سامي الجابر أمام الشباب في نهائي عام 1418، كون هدف جحفلي أصاب الشباك الصفراء، ووأد فرحة المنافس الأزلي قبل كتابتها ب45 ثانية فقط، لن تخلوا مناسبة زرقاء أو حديث عن مجد هلالي في السنوات المقبلة، من دون التطرق لهذا الهدف الذي ملأ الوسط الرياضي ضجيجاً في الفترة الأخيرة، وأخذ حيزاً كبيراً من أحاديث الشارع الرياضي والخليجي، بل وسيجد قميص اللاعب رواجاً غير مسبوق في الأيام المقبلة. رغم البداية المتواضعة للاعب بعد ارتداء القميص الأزرق مدة خمسة أعوام في مقابل 14 مليون ريال مطلع الموسم الحالي، وكاد أن يدخل القائمة غير المرغوب فيها للمدرج الهلالي، بعد أن تسبب في خسارة فريقه أمام النصر في الدور الثاني من مسابقة دوري عبداللطيف جميل بحصوله على بطاقتين صفراوين على التوالي وبالتالي إبعاده من أرضية الملعب، ووصفه المدرب اليوناني دونيس على إثر ذلك بفاقد الاحترافية، وزاد الطين بله مع جماهير ناديه بركلة جزاء غير مبررة أمام الاتحاد في نصف نهائي كأس ولي العهد، وبين هذه وتلك ضرب جحفلي ضربته بهدف هز القلوب الزرقاء، سيشفع له في سنوات طويلة، لن ترى عيون عشاق «الزعيم» سوى إيجابيات جحفلي، أما سلبياته ستذهب تحت مظلة «يكفي هدفه في النصر». الجمهور الهلالي بحث في القواميس عن معنى جحفله، من أجل عيون لاعبهم، وتشدق فرحاً عندما وجد معناها (صرعه وأسقطه أرضاً)، ألبسوه البدلة العسكرية باعتباره جنرالاً عسكرياً، جمعوا رقم قميصه (70)، وقميصي زميله الكوري الجنوبي كواك (23)، والبرازيلي ديغاو (26)، للوصول إلى وقت تسجيل الهدف الشهير الذي حمل الدقيقة (119)، إضافة إلى (قفشات) لا تعد ولا تحصى، ربما لا تتوقف قبل نهائي السوبر مطلع الموسم المقبل بين الهلال والنصر.