رفض وزراء خارجية دول مجلس التعاون تصريحات المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانية علي خامنئي، حول مملكة البحرين وشعبها التي أطلقها أخيراً، وطالبوا إيران بالكف عن مثل هذه التصريحات التي تؤدي إلى الطائفية وإثارة أعمال العنف والإرهاب في المنطقة، معربين عن مساندتهم لمملكة البحرين في كل ما تتخذه من إجراءات للحفاظ على أمنها واستقرارها. وشدّد الوزراء في بيانهم الختامي ال135 للمجلس الوزاري لمجلس التعاون الخليجي على نبذ الإرهاب والتطرف بجميع أشكاله، مؤكدين التزام دول المجلس بمحاربة الفكر المنحرف الذي تقوم عليه هذه الجماعات الإرهابية. (للمزيد) وأكّد وزير الخارجية القطري خالد العطية، في مؤتمر صحافي أعقب الاجتماع الوزاري مباشرة، أن دول مجلس التعاون لن تتدخل في رغبات الشعب اليمني في ما يخص «حوار جنيف»، ولن تعترض على أي قرار يصدر في حال اتفاق اليمنيين عليه، مشدداً على أنها تأخذ في الاعتبار أمنها الوطني والاستراتيجي. وقال الوزير القطري أمس في الرياض إن «حوار جنيف سيكون يمنياً - يمنياً، ولا نستطيع التدخل في رغبات الأشقاء في اليمن، والأشقاء اليمنيون أكدوا لنا أن نتائج المؤتمر لن تخرج عن المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني، بما في ذلك قرار مجلس الأمن رقم 2216»، مبيناً أن دول المجلس لا تستطيع التحدث نيابة عن الأشقاء في اليمن، ودورها يتمثل في دعم الشرعية وتسخير إمكاناتها كافة لحمايتها. وأشار إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي تتحرك وفق معطيات محددة في الملف اليمني، لافتاً إلى أنها قادرة على حماية مصالحها، وأن الجهود تتضافر وفق مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي. وشدّد العطية على عدم الرغبة في استباق الأحداث في ما يتعلق بنتائج «حوار جنيف»، مبيناً أنه في حال اتفاق الأشقاء اليمنيين على أحد شؤونهم الداخلية لن يعترضوا على ذلك، مؤكداً دعم المجلس سابقاً للشرعية اليمنية، مع الأخذ في الاعتبار الأمن القومي والاستراتيجي لدول مجلس التعاون. وأكّد العطية أن التحالف لن ينتهي ما لم يتم التقيد بقرارات مجلس الأمن ومن ضمنها القرار 2216، مشيراً إلى أن التحالف بدأ ب«عاصفة الحزم» بناء على رغبة الرئيس اليمني ووفقاً لميثاق الأممالمتحدة، وتحول إلى «إعادة الأمل» وفقاً لقرار مجلس الأمن 2216، وسيستمر حتى يستقر اليمن سواء باتفاق يمني - يمني أم بتطبيق القرار، لافتاً إلى الدور الخليجي في استصدار هذا القرار تحقيقاً لرغبة الرئيس اليمني، مبيناً أن جميع الإجراءات التي تقوم بها دول مجلس التعاون تتم وفق عمل دولي ومقررات تم الاتفاق عليها. ورداً على سؤال عن التدخلات الإيرانية والروسية في الشأن اليمني والاجتماع الذي عُقد في عُمان أخيراً، شدّد العطية على أن مجلس التعاون الخليجي بما لديه من مقومات يستطيع أن يحمي مصالحه الاستراتيجية أينما كانت، وليست لديه الرغبة في الحديث عن دولة هنا أو أخرى هناك. وفي الشأن السوري أبدى تخوفه من أن يُؤدي تجاهل المجتمع الدولي للقضية السورية إلى تحولها إلى أزمة أخلاقية، مؤكداً أن دول مجلس التعاون تؤمن بضرورة الحل السياسي وتحقيق رغبة الشعب السوري، وتسعى إلى ذلك سواء في الأممالمتحدة أم على المستوى الإقليمي.