أذيع في أوسلو أن القنصل الإيراني العام محمد رضا حيدري استقال من منصبه، احتجاجاً على حملة قمع المتظاهرين في طهران في 27 كانون الأول (ديسمبر) الماضي. وسارعت السفارة الإيرانية الى التشكيك في النبأ، مؤكدة ان فترة عمل القنصل في أوسلو انتهت قبل نحو شهر، فيما رأى مراقبون ان موقف حيدري يشكل تطوراً مهماً، وينذر ب «انشقاقات» في صفوف الديبلوماسيين الإيرانيين في الخارج، المؤيدين للتيار الإصلاحي. في غضون ذلك، أفاد موقع «راه سبز» الإيراني المعارض ان اكثر من تسعين معارضاً اعتقلوا بعد التظاهرات العنيفة في 27 الشهر الماضي، والتي تزامنت مع إحياء ذكرى عاشوراء. ونشر الموقع لائحة بأسماء المعتقلين، وبينهم 10 من معاوني المرشح الخاسر للانتخابات الرئاسية مير حسين موسوي و17 صحافياً و12 من البهائيين. كما أشار الموقع الى توقيف 94 طالباً في مدن إيرانية، خصوصاً مشهد (شمال شرق) بعد التظاهرات التي تخللتها مواجهات أسفرت عن قتلى. في أوسلو، نقل تلفزيون «هيئة الإذاعة النروجية» (ان آر كي) عن حيدري قوله ان تعامل السلطات الإيرانية مع المتظاهرين «دفعني الى إدراك ان ضميري لا يسمح لي بمواصلة عملي». وأشار التلفزيون الى أن حيدري يعمل في سفارة بلاده في أوسلو منذ ثلاث سنوات. ونسب تصريح حيدري الى بيان مكتوب، في حين لم يتسن الحصول على تعليق من الديبلوماسي المستقيل والذي أشارت السفارة الى انه لا يزال في أوسلو حيث «يمضي إجازة». وقال ناطق باسم السفارة لوكالة «فرانس برس» ان مهمة حيدري «انتهت منذ شهر ووصل خلفه قبل اسبوعين»، مضيفاً: «نرفض هذه الأنباء». ونقلت وكالة «رويترز» عن صديق لحيدري في أوسلو ان الديبلوماسي لا يزال في النروج، لكنه لا يريد الإدلاء بمزيد من البيانات حالياً. في طهران، اعتبر الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست ان التقرير النروجي «لا أساس له. والديبلوماسي يعود الى وطنه حين تنتهي بعثته في دولة أخرى». وأضاف الناطق: «أحياناً يمكثون لفترة أطول في الدولة التي خدموا فيها كديبلوماسيين لأسباب مختلفة، بما في ذلك الانتظار الى حين انتهاء الفصول الدراسية لأبنائهم». وأكدت الخارجية النروجية علمها بالتقرير، مشيرة الى أن حيدري لم يتصل بها في هذا الشأن، في حين امتنعت مديرية الهجرة النروجية عن التعليق، على أساس أنها لا تناقش حالات فردية، وذلك لدى الاستيضاح عن تحرك حيدري وهل طلب اللجوء في النروج. وتتبع النروج سياسة ليّنة نسبياً مع طالبي اللجوء، مما اجتذب أعداداً متزايدة من مواطني دول مضطربة مثل أفغانستان والصومال في السنوات الأخيرة. وطلب 720 إيرانياً اللجوء في النروج عام 2008.