توفي أربعة أطفال سعوديين خلال وجودهم في مدينة مشهد الإيرانية أمس، إثر تعرضهم لتسممٍ بمواد كيماوية في فندق كانوا يقطنونه وأسرهم، فيما أصيب 23 شخصاً آخرين. وتسربت الرائحة إلى الغرف عبر فتحات التهوية واستنشقها الأطفال الأربعة، وهم من محافظة القطيف، ما أدى إلى وفاتهم وتدهور الأوضاع الصحية لآخرين من ذويهم. فيما قامت القنصلية السعودية في مدينة مشهد (شمال شرق إيران) بإخلاء العوائل السعودية من الفندق الذي وقعت فيه حادثة التسمم. ووفرت لهم سكناً في فنادق قريبة، وتتابع الحادثة مع الجهات الرسمية الإيرانية للتعرف على ملابساتها. وعرف من بين المتوفين الطفلان ديمه (13 عاماً) وحسن (ثلاثة أعوام) عبدالغني آل فخر، وحيدر علي قاسم، والرضيع حسين علي العوامي. فيما يرقد عبدالغني آل فخر، وزوجته ندى آل فتيل (ممرضة) في العناية المركزة، مع عدد من المصابين. وبادر عدد من ذوي الأسر المصابة بإنهاء إجراءات السفر إلى مشهد والعودة إلى المملكة، في الوقت الذي تضامنت فيه الحملات المنظمة للرحلات السياحية بالتعاون مع الأسر وقدمت المساعدة لهم. بدوره، كشف القنصل السعودي العام بالإنابة في إيران عبدالله الحمراني، أن «الأوضاع الصحية للمصابين ال18 مستقرة». وقال: «إن بعضهم في كامل وعيه الآن، ولكن وُضِعَ قيد العناية المركزة احترازياً». وأضاف: «إن الطبيب قام بسحب عينات من المصابين لإجراء التحاليل عليها، وستظهر نتيجتها بعد 12 ساعة من الآن»، مشيراً إلى أنه سيعاود زيارة المصابين بعد ساعتين، من أجل السماح لعائلاتهم بزيارتهم، ومَنْ لهم الأولوية. وأوضح الحمراني أن «التحقيقات ما زالت مستمرة لمعرفة سبب وقوع التسمم»، مرجحاً احتمال «الإصابة بتسمم كيماوي نتج من استنشاقهم مواد كيماوية، بعد أن تسربت الرائحة إلى الغرف عبر فتحات التهوية في الدور الرابع من الفندق الذي يقيمون فيه، ما أدى إلى استنشاق الأطفال لها ثم وفاتهم». وأوضح أن عائلات الأطفال أبدت رغبتها في دفن طفلين في مدينة مشهد. بينما على الأرجح سيُعاد جثمانا طفلين إلى المملكة. وأكد القنصل السعودي العام بالإنابة في إيران، إخلاء الفندق الذي تمت فيه الحادثة، وتوفير سكن للعوائل السعودية في الفنادق القريبة، منوهاً إلى أن «القنصلية على تواصل مباشر مع الجهات الرسمية الإيرانية، للتعرف على التفاصيل الدقيقة للحادثة». وقال الدكتور عبدالله بهرامي من مستشفى الإمام الرضا الذي نقل لها السعوديون المصابون بالتسمم: «إن السعوديين ضمن مجموعة سياحية، منهم تسع نساء و14 رجلاً، وظهرت عليهم علامات المرض، ومنها الاستفراغ والإعياء، ما استدعى نقلهم إلى المستشفى». ولم يحسم بهرامي، بحسب ما نقلته عنه وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، ما إذا كان التسمم ناجماً عن الغذاء أو الهواء. إلا أنه أشار إلى أن بعض الحالات بدأت في التحسن التدريجي وخرجوا من المستشفى، فيما لا يزال البعض الآخر يتلقى العلاج. فيما استبعد مسؤولون إيرانيون أن تكون الحادثة «متعمدة».